الاثنين، 20 يونيو 2011



مسألة: الجزء العشرون
القول في تأويل قوله تعالى : ( أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير ( 19 ) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير ( 20 ) ) 

يقول - تعالى ذكره - : أولم يروا كيف يستأنف الله خلق الأشياء طفلا صغيرا ، ثم غلاما يافعا ، ثم رجلا مجتمعا ، ثم كهلا ؟ ! يقال منه : أبدأ وأعاد وبدأ وعاد ، لغتان بمعنى واحد . وقوله : ( ثم يعيده ) يقول : ثم هو يعيده من بعد فنائه وبلاه ، كما بدأه أول مرة ص: 21 ] خلقا جديدا ، لا يتعذر عليه ذلك ( إن ذلك على الله يسير سهل كما كان يسيرا عليه إبداؤه . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة في قوله : ( أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ) : بالبعث بعد الموت . 

وقوله : ( قل سيروا في الأرض يقول - تعالى ذكره - لمحمد صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد للمنكرين للبعث بعد الممات ، الجاحدين الثواب والعقاب : ( سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الله الأشياء وكيف أنشأها وأحدثها ؛ وكما أوجدها وأحدثها ابتداء - فلم يتعذر عليه إحداثها مبدئا - فكذلك لا يتعذر عليه إنشاؤها معيدا ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة يقول : ثم الله يبدئ تلك البدأة الآخرة بعد الفناء . 

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 

ذكر من قال ذلك : 

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق خلق السموات والأرض ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) : أي البعث بعد الموت . 

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( ثم الله ينشئ النشأة الآخرة قال : هي الحياة بعد الموت ، وهو النشور 

وقوله : ( إن الله على كل شيء قدير يقول - تعالى ذكره - : إن الله على إنشاء جميع خلقه بعد إفنائه كهيئته قبل فنائه ، وعلى غير ذلك مما يشاء فعله قادر لا يعجزه شيء أراده . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق