السبت، 18 يونيو 2011


قال: فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذرفت عيناه وقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني! ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قال: قلت: نعم. قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبى عبد الرحمن إلينا، وأملى علي الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله، علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله؟ فقال: "هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر؟" فقال: يا رسول الله، أنا أضعف من أن أستطيع ذلك، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت المجاهدين في سبيل الله! أو ما علمت أن الفرس المجاهد ليستن في طوله، فكتب له بذلك الحسنات" ذكرت هذه القصة في أحد ملتقيات الكفر الإسلامي بالجزائر، فاعترض عليها أحد الدعاة الكبار، وأنكر أن يكون لها أصل صحيح!! إذ كيف يسمى ابن المبارك العبادة في الحرمين لعبا؟! والحق أن القصة صحيحة، ذكرها ابن عساكر بسندها في ترجمة عبدالله بن المبارك، ونقلها الحافظ ابن كثير في تفسيره في آخر سورة آل عمران مقرا لها. كما ذكرها الحافظ الذهبي في ترجمة ابن المبارك في موسوعته "سير أعلام النبلاء". وليس فيها ما يخالف أصول الإسلام أو نصوصه، بل استدل ابن المبارك في شعره بالكتاب والسنة، كما أيد ذلك العابد الزاهد الفضيل بما أملى من حديث على ناقل الرسالة. وقد ذكرها شيخان البهي الخولي في كتابه الرائد "تذكرة الدعاة" وعلق عليها بقوله: "كتب ابن المبارك هذا الكلام لصديقه "الفضيل" في وقت لم يكن الجهاد فيه فرض عين، ومع هذا وصف عبادته بأنها لعب، وهي عبادة تقع في أشرف بقعة على ظهر الأرض! ترى ماذا يقول ابن المبارك لصديقه لو كان الجهاد فرض عين؟! وماذا كان يقول عن العبادة لو أنها كانت في غير المسجد الحرام"؟!
الاختلاط عند الفساد أم العزلة؟
ومن ذلك بحثهم : أيهما أولى بالمسلم في أزمان الفتن وانتشار المعاصي والفساد: الاختلاط بالمجتمع ومحاولة إصلاحه أم العزلة والنجاة بالنفس؟ أما الصوفية .. ففضل جمهورهم الاختيار الثاني، وأما العلماء الربانيون المجاهدون ففضلوا طريق الأنبياء، وهو المخالطة والمجاهدة والصبر على أذى الناس. روى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم" وللإمام أبي حامد الغزالي كتاب في "إحيائه" حول العزلة والخلطة، وما في كل منهما من فوائد، وما يحذر من آفات. ومنها: بحثهم حول الدنيا ومتاعها أيهما أولى بالنسبة لها: الدخول في معمعتها، أهلها والاستمتاع بطيباتها مع الالتزام بحدود الله، أم الانصراف عنها والزهد فيها وفي أهلها وزينتها وأموالها؟ آثر جمهور الصوفية الاختيار الثاني، لكن الربانيين المحققين من علماء الأمة آثروا الاختيار الأول، وهو الذي مضى عليه الأنبياء أمثال يوسف وداود وسليمان، وكبار الصحابة مثل عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد وغيرهم ورد العلامة أبو الفرج الجوزي (المتوفى سنة 597هـ) على الصوفية الذين ذموا المال بإطلاق، واعتبروه شرا وآفة، وأنكروا على من ملكه واكتسب الغنى ولو من حلال. واستدل ابن الجوزي في كتابه النقدي الرائع "تلبيس إبليس" بالكتاب والسنة وهدي الصحابة، وقواعد الشريعة.
ترك المنهيات أم فعل الطاعات؟
ومن ذلك بحثه: أيهما أولى وأفضل عند الله: ترك المناهي والمحرمات أم فعل الأوامر والطاعات؟ قال بعضهم: ترك المناهي أهم وأشد خطرا من فعل الأوامر، واستدلوا بالحديث الصحيح المتفق عليه، الذي ذكره النووي في أربعينه، وشرحه ابن رجب في جامعه، وهو: " إذا نهيتكم عن شيء ، فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم" قالوا: هذا يؤخذ منه أن النهي أشد من الأمر، لأن النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه، والأمر قيد بحسب الاستطاعة، وروى هذا عن الإمام أحمد. ويشبه هذا قول بعضهم : أعمال البر يعملها البر والفاجر، وأما المعاصي، فلا يتركها إلا صديق. وروى عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " اتق المحارم، تكن أعبد الناس" وقالت عائشة رضي الله عنها: "من سره أن يسبق الدائب المجتهد، فليكف عن الذنوب" وروى عنها مرفوعا وقال الحسن: ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه والظاهر أن ما ورد في تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به على نوافل الطاعات، وإلا فجنس الأعمال الواجبات أفضل من جنس ترك المحرمات، لأن الأعمال مقصودة لذاتها، والمحارم المطلوب عدمها، ولذلك لا تحتاج إلى نية، بخلاف الأعمال، ولذلك كان جنس ترك الأعمال قد يكون كفرا كترك التوحيد، وكترك أركان الإسلام أو بعضها، على ما سبق، بخلاف ارتكاب المنهيات فإنه لا يقتضي الكفر بنفسه، ويشهد لذلك قول ابن عمر: لرد دانق حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله. وعن بعض السلف قال: ترك دانق مما يكره الله أحب إلي من خمسمائة حجة وقال ميمون بن مهران: ذكر الله باللسان حسن، وأفضل منه أنه يذكر الله العبد عند المعصية فيمسك عنها.
وقال ابن المبارك: لأن أرد درهما من شبهة أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف، حتى بلغ ستمائة ألف.
وقال عمر بن عبدالعزيز: ليست التقوى قيام الليل، وصيام النهار، والتخليط فيما بين ذلك، ولكن التقوى أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل، فهو خير إلى خير، أو كما قال
وقال أيضا: وددت أني لا أصلي غير الصلوات الخمس سوى الوتر، وأن أودي الزكاة، ول أتصدق بعدها بدرهم، وأن أصوم رمضان ولا أصوم بعده يوما أبدا، وأن أحج حجة الإسلام ثم لا أحج بعدها أبدا، ثم أعمد إلى فضل قوتي، فأجعله فيما حرم الله علي، فأمسك عنه
وحاصل كلامهم يدل على أن اجتناب المحرمات ـ وإن قلّت ـ أفضل من الإكثار من نوافل الطاعات، فإن ذاك فرض، وهذا نفل.
وقالت طائفة من المتأخرين: إنما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم" لأن امتثال الأمر لا يحصل إلا بعمل، والعمل يتوقف وجوده على شروط وأسباب، وبعضها قد لا يستطاع، فلذلك قيده بالاستطاعة، كما قيد الله الأمر بالتقوى بالاستطاعة، قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) ، وقال في الحج: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)
وأما النهي: فالمطلوب عدمه، وذلك هو الأصل، والمقصود استمرار العدم الأصلي، وذلك ممكن، وليس فيه ما لا يستطاع، وهذا أيضا فيه نظر، فإن الداعي إلى فعل المعاصي قد يكون قويا، لا صبر معه للعبد على الامتناع عن فعل المعصية مع القدرة عليها، فيحتاج الكف عنها حينئذ إلى مجاهدة شديدة، ربما كانت أشق على النفوس من مجرد مجاهدة النفس على فعل الطاعة، ولهذا يوجد كثيرا من يجتهد فيفعل الطاعات، ولا يقوى على ترك المحرمات. وقد سئل عمر عن قوم يشتهون المعصية ولا يعلمون بها، فقال: "أولئك قوم امتحن الله قلوبهم للتقوى، لهم مغفرة وأجر عظيم".
وقال يزيد بن ميسرة: يقول الله في بعض الكتب: "أيها الشاب التارك شهوته، المبتذل شبابه لأجلي، أنت عندي كبعض ملائكتي".
وقال:" ما أشد الشهوة في الجسد، إنها مثل حريق النار، وكيف ينجو منها الحصوريون"؟
والتحقيق في هذا أن الله لا يكلف العباد من الأعمال ما لا طاقة لهم به، وقد أسقط عنهم كثيرا من الأعمال بمجرد المشقة رخصة عليهم، ورحمة لهم، وأما المناهي، فلم يعذر أحدا بارتكابها بقوة الداعي والشهوات، بل كلفهم تركها على كل حال، إنما أباح أن يتناول من المطاعم المحرمة عند الضرورة ما تبقى معه الحياة، لا لأجل التلذذ والشهوة، ومن هنا يعلم صحة ما قاله الإمام أحمد: إن النهي أشد من الأمر. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان وغيره أنه قال: "استقيموا ولن تحصلوا".
يعني: لو تقدروا على الاستقامة كلها.
ومن المباحث التي تدخل هنا في فقه الموازنات أو فقه الأولويات: ما بحثه العلماء قديما حول الإجابة عن هذا السؤال: أيهما أفضل وأكثر أجرا: الغنى مع الشكر أم الفقر مع الصبر؟ وبعبارة أخرى: الغني الشاكر أم الفقير الصابر؟
تفاوتت الإجابة على السؤال ما بين مرجح للأول، ومرجح للآخر.
والذي يترجح لي من خلال التدبر في النصوص والمقارنة بينها: أن الغنى مع الشكر هو الأولى، والأفضل، وليس هو بالشيء الهين، كما قد يظن. فقد قال الله تعالى: (وقليل من عبادي الشكور) وقال تعالى على لسان إبليس لعنه الله: (ولا تجد أكثرهم شاكرين) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله الغنى، ويتعوذ بالله من الفقر.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله الغنى، ويتعوذ بالله من الفقر.
قال عليه الصلاة والسلام:
"اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" .
"اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم" .
"اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والكفر، والفسوق، والشقاق، والنفاق".
" اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع" .
وقال لسعد: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي" .
وقال لعمرو: "يا عمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح" .
ودل حديث: "ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا.." على أن الأغنياء إذا شكروا نعمة الله، وقاموا بحقها، كان لهم من فرص الطاعات ما ليس للفقراء، ولذا قال في الحديث: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" .
وقد أثنى الله تعالى على عدد من رسله الأكرمين فوصفهم بفضيلة الشكر.
مثل شيخ المرسلين نوح عليه السلام، حيث مدحه بقوله: (إنه كان عبدا شكورا).
وإبراهيم أبي الأنبياء وأبي المسلمين، حين مدحه بقوله: (شاكرا لأنعمه، اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم) .
وداود وسليمان في قوله تعالى: (اعملوا آل داود شكرا، وقليل من عبادي الشكور) .
وحكى عن سليمان أنه قال بعد أن سمع كلام النملة: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) .
وحكى عن يوسف قوله: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث) .
وامتن على خاتم رسله بقوله: (ووجدك عائلا فأغنى) ، ثم قال له : (وأما بنعمة ربك فحدث) .
وامتن على أصحابه فقال: (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره، ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون

حاجة امتنا الى فقة الاولويات

* اطباق الارز * حلويات و مقبلات نادية الجھري * السلطات و فن تقديمھا
* أسماء البنات ومعانیھا * اكتشف دورك بالحیاة * كیك لكل المناسبات
* خمسون طريقة لتخفیض
الكلوسترول * ألذ أطباق البطاطس * ثلاثون نصیحة لإنقاص الوزن
* تفسیر الأحلام * اختبار ذكاء الاطفال * تربیة الشعور بالمسئولیة عند الطفل
* بعض أخطأنا في التربیة * التسويق بدون استحیاء * الرجال من المريخ.. النساء من الزھرة
* كیف تجعل ابنك متمیزا * فن التعامل مع الابناء فى مرحلة الطفولة * أخبار النساء
* بعض طرق علاج الكذب و السرقة * * كتاب __ 60 سر من أسرار الجمال والمكیاج * غیر متزوجات ... ولكن سعیدات
* علاجك من مطبخك * موسوعه كاملة عن زيت الزيتون * مشاريع نسائیة
* أھم 500 كلمة فى اللغة الإنجلیزية * موسوعة قواعد اللغه الانجلیزيه * تعلمي النطق في اللغة الإنجلیزية
* تعلمي اللغة الاسبانیة * كیف يمكن أن تزيد من احترامك وتقديرك لنفسك * تعلمي اللغة الفرنسیة
* كتاب طبخ جديد ما خلى شيء * * الجلسة الصحیة اثناء استخدام الكمبیوتر * كیف تؤثرين على زوجك
* طريقه ابداعیة لحفظ القران * دلیلك للمصطلحات الادارية و القانونیة و المحاسبیة * نماذج روووعة لكتابة سیرتك الذاتیة
* فن الحصول على وظیفه * التصوير الفوتوغرافي من الاف الى الیاء * علم الاداره
25 سببا لتشرب الشاي الاخضر * كیف تستمتعین بحیاتك وعملك؟ * النصائح العشر ل يكون مشروعك ناجحا *
* موسوعة الجامعات في التعلیم عن
بعد * تجربه عملیه لمشروع تجاري من الالف الى الیاء * ثقافة قانونیة - أنواع الشركات
* موسوعة الرجیم * حتى لا تنغشي عند شراء او بیع الذھب * دلیل اعداد دراسات الجدوى
* موسوعة الرجیم * حتى لا تنغشي عند شراء او بیع الذھب * دلیل اعداد دراسات الجدوى
* التعامل مع المصانع على الانترنت * كیف تكتب خطة عمل ناجحة لمشروعك التجاري ؟ * الدلیل الكامل لإزالة الشعر الغیر مرغوب فیه