الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الانسان بين الروح والنفس

-------------------
الرُّوح بضم الراء مع التشديد والمد وهي (تصميمات إدارية سجلها الله تعالى في أم الكتاب قبل الوجود الفعلي للكون) ولكل كائن روح خاصة به تقوم الروح إذا ما حلت في وسط ما بقيادته إلى تنام محدد ليصبح كائنا كاملا ذا جسم ونفس، ثم تظل الروح تدير عملياته الحيوية الداخلية، ولا تتصف الروح بالحياة والموت فهي سجلات فقط، فالجينوم البشري روح الإنسان، والكتب المنزلة أرواح والملائكة أرواح.. تقوم الكتب السماوية بقيادة من يقرأ فيها -إذا رغب- إلى حياة مثالية في مجتمع مثالي بأقل قيود ممكنة.
والملائكة تفعل ما وكلت به دون عاطفة وبلا تأخير أو تواكل.
----------------------
الجسم هو المادة القادرة على قراءة تعليمات الروح وقادرة على تنفيذ هذه التعليمات، وهذا يقودها للتنامي والتعضي حتى تصبح كائنا كاملا ذا أعضاء تتكامل في وظائفها لتؤدي دورا سبق تصميمه في داخل الروح.. ومن هذه الوظائف ظهور النفس البشرية المسئولة الواعية.
--------------------------
النفس هي من أهم وظائف الكائن وهي المنوط بها كل عمليات التفاعل مع الذات ومع البيئة ومع المجتمع ومع القيم ومع الخالق، والنفس منقسمة إلى أنفس فرعية لها وظائف محددة مثل القلب وهو المسئول عن الوعي والتصرفات الواعية والتعقل (العقل أي الوزن على معايير ثابتة مثل المنطق والعلم والفطرة)، والفؤاد وهو الذي يقوم بأداء الوظائف الدقيقة بدون وعي، والنفس اللوامة أو الضمير وهي تقوم بحث القلب على اتباع نتيجة التعقل وعدم اتباع الهوى بدون تعقل ولا تملك له جبرا، والذاكرات المختلفة ومنها المخيلة (الأمنية) والفطرة وهي من ثوابت المبادئ التشريعية الموروثة، وذاكرات العلم والمعارف، وغيرها.
http://www.mediafire.com/?5ducjd87hws83zm‏

الانسان بين الروح والنفس


اخي ان اجتماع الروح مع الجسد يكون النفس لذلك برايي النفس اهم وذلك لعدة اسباب اولها ان النفس هي المكلفة وهي المحاسبة يقول ربنا كل نفس بما كسبت رهينة ثم ثانيا المعول كله على النفس وذلك عندما ذكر بما معناه بان خاب مند دسها وفاز من زكها ..
وكم قلت انفا في بداية الكلام بان اجتماع الجسد مع الروح يكون النفس فالروح هي فرع من النفس لذلك النفس اهم ..
اخر دليل التكليف وقع على النفس وليس على الروح لا يكلف الله نفسا الا وسعها......

الانسان بين الروح والنفس


( الفرق بين النفس والروح)
الإجاابة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ومن علماء اللغة العربية

كلام العرب يجري على ضربين , قولك 1- خرجت نفس فلان أي روحه.

2- وفي نفس فلان أي يفعل كذا وكذا أي في روعه.

روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لكل إنسان نفسان نفس العقل الذي به التمييز , ونفس الروح الذي به الحياة ( الروح التي به الحياة والنفس التي بها العقل)

فإذا نام الإنسان قبض الله تعالى نفسه ولم يقبض روحه , ولا تقبض الروح إلا عند الموت قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها بالموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى".

قال الزجاج من علماء العربية لكل إنسان نفسان , نفس التمييز التي تفارقه إذا نام فلا يعقل بها , والأخرى نفس الحياة فإذا زالت زالت معها النفس . والنائم يتنفس وهذا الفرق بين توفي النائم في النوم وتوفي الحياة .

وتعلق قوم بظواهر من الأحاديث تدل على أن الروح والنفس شيء واحد , قول بلال رضي الله عنه ( أخذ بنفسك ) مع قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله قبض أرواحنا , وقوله تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والمقبوض هو الروح ولم يفرقوا بين القبض والتوفي وألفاظ الحديث محتملة التأويل , ومجازات العرب واتسعاتها كثيرة.

والحق أن بينهما فرقاً ولو كانا أسمين بمعنى واحد كالليث والأسد لصح وقوع كل منهما مكان الأخر كقوله تعالى :" ونفخت فيه من روحي" , ولم يقل من نفسي

وقوله تعالى " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " ولم يقل روحي الفرق بينهما بالاعتبارات ويدل على ذلك ابن عبد البر في التمهيد( إن الله خلق آدم وجعل فيه نفساً وروحاً) فمن الروح عفافه وفهمه وحلمه وسخاؤه ووفاؤه , ومن النفس شهوته وطيشه وسفهه وغضبه والله تعالى أعلى وأعلم.





من دروس الشيخ خاشع حقي

_______________________________

ما هو الفرق بين النفس والروح؟

عندما يتحدث الله عن الروح يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85]. وعندما يتحدث عن النفس يقول: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) [آل عمران: 185]. وهذا يعني أن النفس تموت ولكن الروح هي أمر لا يعلمه إلا الله وعلمنا قليل أمام علم الله تعالى.

ويمكننا أن نقول إن الروح هي الطاقة التي بثها الله في خلقه من كائنات حية على وجه الأرض، فتحركها وتجعلها تتكاثر وتجعل الخلايا تنقسم، وعندما تموت الخلية فإن هذه الطاقة المحركة تكون قد استنفذت. ويمكن أن نتخيل الروح على أنها ذبذبات غير مرئية ولا يمكن قياسها ولا إدراكها بأي جهاز، ولكن يمكن أن نرى نتائج وجودها. هذه الذبذبات الروحية هي التي تحرك الخلايا وتدفعها للانقسام والاستمرار في حياتها.

ولكن النفس هي الهالة التي تحيط بالجسم وتلتصق به ولا تغادره إلا أثناء النوم وعند الموت. وهذا التصور استنتجته من قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 42]. فالنفس يتوفاها الله تعالى أي يأخذها ويعيدها إليه عندما ينام الإنسان، ثم تعود لتلتصق به لحظة الاستيقاظ، وتتم العملية بسرعة فائقة يمكن أن تكون أسرع من الضوء.

والنفس توسوس للإنسان وتحرضه على فعل السوء، يقول تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف: 53]. طبعاً هذا بالنسبة لإنسان بعيد عن الله، ولكن المؤمن يعمل من خلال قلبه على تطهير هذه النفس وضبطها حتى تصبح نفساً مطمئنة، هذه النفس المطمئنة تعود إلى الله بعد الموت: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].

وإنني أتوقع لو أن العلماء بحثوا عن النفس لوجدوها لأنه لا يوجد في القرآن ما يمنع من اكتشاف النفس، على عكس الروح التي أكد الله على أنها أمر خاص به.

والخلاصة فإن الإنسان عبارة عن جسد مؤلف من خلايا مادية مكونة من ذرات ولكن وجود الروح بين هذه الذرات يجعلها حية تتكاثر وتنمو وتعيش. والنفس هي التي توجه هذا الجسد بما يحمله من روح كما يوجه السائق سيارته، فإما أن يقودها إلى بر الأمان وإما أن يهوي بها في وادٍ سحيق، والله أعلم

_____________________________

حقيقه الروح*
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله:ومذهب الصحابه والتابعين لهم باحسان وسائر سلف الامه وائمه السنه ان الروح عين قائمه بنفسها تفارق البدن وتنعم وتعذب ليست هى البدن ولا جزء من اجزائه

هل الروح والنفس شيئا واحدا؟
اختلف العلماء فى ذاللك لكن قوله عز وجل(الله يتوفى الانفس حين موتها)وقال صلى الله عليه وسلم(لما نام عن صلاه الفجر*ان الله قبض ارواحكم حين شاء وردها عليكم حيث شاء*البخارى)

انواعها= اخبرنا الله تعالى فى القران الكريم ان النفوس ثلاثه
1\ النفس الاماره بالسوء(وما أبرىء نفسى ءان النفس لأماره بالسو ء ءالاما رحم ربى) هى التى يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب و المعاصى
2= النفس اللوامه قال تعالى (ولا أقسم بالنفس اللوامه) القيامه---- هى التى تذنب وتتوب فيها خير وشرلكن اذا فعلت الشر تابت

3- النفس المطمئنه= (يا أيتها النفس المطمئنه ارجعى الى ربك راضية مرضيه فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى ) الفجر----- هى التى تحب الخير والحسنات وتبغض الشر والسيئات

والله تعالى اعلم

_______________________________

النفس بصيغة المفرد وردت في القرآن الكريم في بضع وستين آية اذكر منها:
1." وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"المائدة/45.
2." قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"الانعام/151.
3." وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ"/يوسف/53.
4." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا "/الاسراء/33.
5." وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا"/الفرقان/68.
6." وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ"القيامة/2.
7." وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى"النازعات/40.
8." يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ "الفجر/27.
وقد وردت بصيغة الجمع (أنفس) في ستة مواطن,وبصيغة الجمع (نفوس) في موضع واحد في سورة التكوير:" وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ"
والنفس من الالفاظ المشتركة اي ان لها اكثر من معنى فقد تجيئ بمعنى الروح والدم, و الأَخ, و بمعنى عِنْد, والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة.فاما النفس بمعنى الروح قول الله تعالى:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها", وكل الآيات المتضمنة النفس و التي تتعرض وتذكر الموت والتوفي فإن المفصود بانفس الروح.ومن الادلة على ان الروح من معني النفس قول الشاعر:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِه***ِ ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا
وكذلك قول الشاعر:
كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ*** إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ
وام النفس بمعنى الدم ففي الحديث : "ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه ",واما النفس بمعنى الاخ فشاهده قوله سبحانه وتعالى : "فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ",والتي بمعنى عند قول الله سبحانه وتعالى:" تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ".
والروح وردت في القرآن في خمسة عشر آية بمعان شتى منها:
1. جبريل عليه السلام في قوله تعالى:" نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ" الشعراء/193,وقوله تعالى:" تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ" القدر/4....
2. النفخة حيث يقول الله تعالى:" وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ"/النساء/171
3. الرحمة في قوله سبحانه:" وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ"يوسف/87
4. الوحي في قوله تعالى:" يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ" غافر/15
5. الفرح في قول الله تعالى:" فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ"ووقيل ان معناها هنا الرحمة .
6. سر الحياة في قوله سبحانه وتعالى:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" الاسراء/85.
7. سر الحياة في قوله عز وجل:" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْع َ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ"/سجدة9.
8. سر الحياة في قوله تعالى:" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين "ص/72.
واما الجسم فقد ورد في القرآن في موضع واحد في سورة البقرة, حيث يقول الله تعالى :" قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" /247,وقد قال ابن عاشور في معنى البسطة في الجسم انها قوة البدن .
والذي انا بصدده هنا معنى النفس وارتباطها بالروح والجسد.....الحقيقة ان هناك فرق بين النفس والروح _التي بمعنى سر الحياة_ وإن جاءت النفس بمعنى الروح فلكونها من الالفاظ المشتركة.
المدقق في الآيات القرآنية التي تذكر التوفي او انتهاء الاجل او غيرها من الالفاظ الدالة على الموت قرنته بالنفس ,يقول الله تعالى:"كل نفسٍ ذائقة الموت",ويقول الحي الباقي:" اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها",ويقول سبحانه:" ." وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ",ولم يذكر اللهُ في القرآن الموت مقرونًا بالروح .
وهذا يدل على النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح أي أن النفس هي عبارة عن الروح والجسد معًا ,ويمكن ان تطلق النفس ويراد بها الروح ,ولكن لا تطلق الروح (مجردة) حيث يراد بها النفس ,لأن الروح وهي سر الحياة لا يدرك كنهها وماهيتها إلا الله عز وجل,وذكرت الروح مجردة في عدة أيات منها:" وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ"" الاسراء/85,و" فإذا سَوّيتُه ونفختُ فيه من روحي فَقَعُوا له ساجدين"ص/72 ,ففي الآية اولى فإن اليهود هم الذين سألوا الرسول عليه الصلاة والسلام عن الروح ,وكانت غايتهم من السؤال تعجيزه وإظهار انه ليس نبي او رسول الله ,او أنهم ارادوا معرفة ماهية الروح لعلمهم علم اليقين انه رسول مبعث ولكنهم جحدوا و كفروا عنادًا وتعنتًا,وقد جاء الرد على قدر من البلاغة في تبيان امرها واستئثار الله بعلمها,قال إبن عاشور في هذه المسألة:" وإذ قد كانت عقول الناس قاصرة عن فهم حقيقة الروح وكيفية اتصالها بالبدن وكيفية انتزاعها منه وفي مصيرها بعد ذلك الانتزاع، أجيبوا بأن الروح من أمر الله، أي أنه كائن عظيم من الكائنات المشرفة عند الله ولكنه مما استأثر الله بعلمه".والآية الثانية تبين لنا ان الله عز وجل بعد ان خلق آدم من طين نفخ فيه من روحه,وقال إبن عاشور:" وإضافة الروح إلى ضمير الجلالة للتنويه بذلك السر العجيب الذي لا يعلم تكوينه إلا هو تعالى، فالإضافة تفيد أنه من أشد المخلوقات اختصاصاً بالله تعالى وإلا فالمخلوقات كلها لله.
والدليل على ان النفس لا تطلق على الجسد إلا بوجود الروح قوله تعالى:" وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ",حيث ان معنى زوجت هنا قُرنت بأعمالها فالصالح له الجنة والطالح مثواه جهنم ويتنعم الصالح بطيبات الفردوس بجسده وروحه وكذلك الطالح ينال العذاب بجسده وروحه.
 

الانسان بين الروح والنفس


بسم الله الرحمن الرحمن...

الإنسان بين الروح و النفس...

يقول الله عز و جل: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
ويسألك الكفار عن حقيقة الروح تعنتًا، فأجبهم بأن حقيقة الروح وأحوالها من الأمور التي استأثر الله بعلمها، وما أُعطيتم أنتم وجميع الناس من العلم إلا شيئًا قليلا.[التفسير الميسر]...

بداية القول بأن هناك تشبيه بين النفس و الروح..يحتاج إلى دليل يثبت مسألة التشابه...فإذا كان الله عز و جل استأثر بتعريف الروح...فكيف نشبهها بالنفس التي لم ترد أية إشارة في القرآن لهذا التشبيه...

لذلك فالإنسان باعتباره من بني آدم فهو أولا من مادة...يقول الحق عز و جل: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }السجدة7
الله الذي أحكم خلق كل شيء, وبدأ خَلْقَ الإنسان, وهو آدم عليه السلام من طين.
وفي آية أخرى يقول الله جل و علا: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ }ص71
اذكر لهم -أيها الرسول- : حين قال ربك للملائكة: إني خالق بشرًا من طين.

ثم نفخ الله عز و جل من روحه في هذا المخلوق من طين...يقول الله عز و جل: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29
فإذا سوَّيته وأكملت صورته ونفخت فيه الروح, فخُرُّوا له ساجدين سجود تحية وتكريم, لا سجود عبادة.
و في آية أخرى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ }ص72
فإذا سوَّيت جسده وخلقه ونفخت فيه الروح، فدبت فيه الحياة, فاسجدوا له سجود تحية وإكرام, لا سجود عبادة وتعظيم؛ فالعبادة لا تكون إلا لله وحده. وقد حرَّم الله في شريعة الإسلام السجود للتحية.

فالإنسان عنصران ...عنصر مادي و عنصر روحي...و المادي يمكن تتبع أثره و قياسه و تحليله إلى غير ذلك...أما العنصر الروحي...فهو العنصر الذي استأثر به الله عز و جل...حتى يظل الإنسان مهما أوتي من علم عاجز عن بلوغ الحقيقة بشكل كلي و شمولي...لأن الله عز و جل قبل أن يخلق الإنسان كان قد خلق الملائكة و من بينهم الشيطان...و هو العليم بكل شيء...العليم بما مضي و ما هو كائن و ما سيكون...فالشيطان خلقه الله عز و جل كمنافس للإنسان من اجل اختبار هذا الأخير في مجال الإيمان و العمل و مجال الصبر و التبات على الحق...

فالسؤال الذي يجب الحسم فيه بداية هل الروح هي النفس[ و المقصود هنا بالروح التي لها علاقة بالإنسان، و ليست تلك التي لها علاقة بالملائكة أو الجن أو باقي المخلوقات]؟ أم أن النفس شيء آخر تتعايش مع الروح في قالب واحد هو الجسد؟ وهل تأخذ النفس مكان الروح؟ و هل العكس صحيح؟

إذا كانت الروح قد حسم أمرها الله عز و جل في الآية السابقة الذكر...فماذا عن النفس؟
يقول الله عز و جل: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53...قالت امرأة العزيز: وما أزكي نفسي ولا أبرئها, إن النفس لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي طلبا لملذاتها, إلا مَن عصمه الله. إن الله غفور لذنوب مَن تاب مِن عباده, رحيم بهم.

{وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }القيامة2وأقسم بالنفس المؤمنة التقية التي تلوم صاحبها على ترك الطاعات وفِعْل الموبقات، أن الناس يبعثون.
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ }الفجر27يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذِكر الله والإيمان به, وبما أعدَّه من النعيم للمؤمنين,

فالنفس نوعان:آمرة بالسوء...أو نفس لوامة...و هذه الأخيرة تلحق بها النفس المطمئنة...
1- النفس الأمارة بالسوء...
2- النفس اللوامة...

1ـــ فالآمرة بالسوء هي تلك التي لا تبحث إلا عن ارتكاب المعاصي و فعل السوء و الشر ،للذات و للآخرين...و بصفة عامة هي النفس الباحثة عن تلبية الشهوات و الرغبات و تحقيق الملذات بغض النظر عن كونها شرعية أو غير شرعية...كما أنها لا تعير اهتماما للوسيلة هل هي كذلك شرعية أو غير شرعية...

2ـــ أما النفس اللوامة فهي التي تأخذ بعين الاعتبار...هل الفعل المراد القيام به يتطابق مع ما يرضي الله عز و جل أي مع ما شرع الله جل و علا...أو لا يتطابق؟فإن كان لا يتطابق مع الشرع فإن هذه النفس تلوم صاحبها قبل ارتكاب الفعل و تحاول أن تصده إما بتذكيره بآيات الله عز و جل و عقابه على الفعل و جزائه عن الترك...بواسطة الضمير...ذاك الصوت الداخلي الذي يذكر الشخص إذا ما نسي...
فإذا ما عظم شأن النفس اللوامة في تركيبة الشخص...و أصبحت جزءا لا يتجزأ من سلوكه...و ذلك بفضل من الله جل و علا و منة منه على خلقه...أصبحت نفس مطمئنة على حالها و مآلها بعد وفاتها...و ليس قبل وفاتها...لأنها في واقع الأمر هي نتيجة للنفس اللوامة...لأن النفس اللوامة يكون فعلها ساري الأثر إلا في الحياة الدنيا...أما بعد الموت فتكون النتيجة المنطقية التي وعد بها الله عباده للنفس اللوامة أنها تصبح مطمئنة لحالها[أي النجاة من النار] و مآلها [أي الفوز برضا الله عز و جل و رحمته أي الجنة]...

و لكي يتم الفرق بين النفس و الروح...يقول الله عز و جل عن النفس التي تخاف الله جل و علا و تبتغي رضوانه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى }النازعات40...وأمَّا مَنْ خاف القيام بين يدي الله للحساب،
فالنفس ميالة بطبيعة تكوينها للهوى...فما هو الهوى؟ الهوى هو كل ما تشتهيه النفس و ترغب في الحصول عليه و التمتع به و التلذذ بمتعته...
يقول الله عز و جل: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14
حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين, والأموال الكثيرة من الذهب والفضة, والخيل الحسان, والأنعام من الإبل والبقر والغنم, والأرض المتَّخَذة للغراس والزراعة. ذلك زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب, وهو الجنَّة.
فالنفس تهوى متاع الحياة الدنيا...و هذه خصوصية طبيعية في النفس البشرية...لكن أين تكمن المشكلة؟ المشكلة تأتي عندما يختل ميزان بين ما أشتهيه و بين ما هو فعلا حقي الذي وهبني الله عز و جل إياه لتلبية شهواتي و رغباتي و حاجاتي...فاختلال الميزان يجعل من إحدى كفتين المعادلة تطغى على الأخرى...لذلك فالنفس الآمرة بالسوء لا تخاف مقام ربها في شهواتها و رغباتها و طرق تلبية تلك الحاجات...و ذلك بدافع الهوى...فتكون النفس اللوامة التي تجعل من الله عز و جل رقيب عليها في تصرفاتها تحد من طمعها و جشعها و ظلمها و جبروتها...لتعيد كفة الميزان إلى الوضع الذي يريده الله عز و جل من عباده...
فميزان النفس قد يبدو في الحياة الدنيا لأن ما نضع في كفتيه قد يبدو من الأعمال التي تحدد سلوك الفرد من تقوى و ورع و حب الخير و ما إلى ذلك من أعمال البر...و لكن حقيقة الميزان لا تبدو جلية إلى عندما تنقضي و تنتهي الأقوال و الأعمال في هذه الدنيا...يقول الحق جل و علا: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف8...و وزن أعمال الناس يوم القيامة يكون بميزان حقيقي بالعدل والقسط الذي لا ظلم فيه، فمن ثقلت موازين أعماله -لكثرة حسناته- فأولئك هم الفائزون. وهنا يكون حصاد النفس اللوامة بأن تنتقل إلى درجة النفس المطمئنة....

فالله عز وجل عندما يتحدث عن مصير الإنسان في الدنيا قبل الآخرة...أي من لحظة التكليف و بلوغ سن الرشد...أي عندما يصبح المرء ذكرا كان أو أنثى قادرا على الإنجاب...فمرحلة البلوغ هي حد فاصل بين الطفل غير المكلف و الراشد المكلف...فإذا ما أصبح مكلفا...أي قادرا على التمييز بين الخير و الشر...بين ما ينفع و بين ما يضر...قادرا على معرفة الحق و تمييزه من الباطل...أصبحت أقواله و أفعاله مسئولة منه...لذلك قال الله عز و جل في سورة الشمس: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا{9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}... وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها, فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير, قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير, وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.

فالنفس هنا هي المخاطب و ليست الروح...فالروح هي أمر من رب العالمين لتكون للنفس حياة و حيوية و رغبات و شهوات و ما إلى ذلك يحملها و يحتضنها جسد،زوده الخالق بكل الأجهزة الممكنة ليكون على الشكل الذي أراده الله عز و جل...
لأن النفس هي التي تموت عندما تخرج الروح منها هذه النفس التي يحتضنها الجسد... ففي الحديث الآتي كما استدل به الأخ الأستاذ نظام الدين ابراهيم أو غلو...فلقد ورد عند الشيخ الألباني رحمه الله: تخريج السيوطي : (حل) عن أبي أمامة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 2085 في صحيح الجامع.‌
إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته .

و على هذا الأساس يمكن القول أن العقل و الفكر هما من مكونات النفس...و هما أحد آثار النفس التي تتركها في الواقع و المحيط الخارجي...و ليسا من قبيل الروح...لأن الروح هي أمر من عند الله عز و جل بخلق الحياة في النفس...و سيأتي الحديث عن ذلك إن شاء الله...‌