الخميس، 14 يوليو 2011

الموسوعة الصحية والعلمية


لنترك الصورة تتكلم عن عظمة الخالق وقدرته في خلقه، فهذا المشهد المهيب يدل على قدرة الله على كل شيء، والذي يهمنا أن نتذكر عذاب الله تعالى فهو أكبر وأبقى....
 

الموسوعة الصحية والعلمية


يؤكد العلماء أن الطيور لا تتعلم كيف تطعم أبناءها أو تتوارث ذلك، بل في خلايا دماغها هناك "برنامج" معقد يهديها لطريقها....

الموسوعة الصحية والعلمية


إنها ظاهرة محيرة للعلماء كشفوا أسرارها أخيراً؟ ما هو الشفق والشفق القطبي؟ وهو هناك إشارات قرآنية لهذه الظاهرة....

الموسوعة الصحية والعلمية


فيما يلي صورة رائعة بالأقمار الاصطناعية يظهر فيها الليل والنهار، ونلاحظ وجود خيط دقيق يفصل بينهما، تماماً كما ذكر القرآن قبل 1400 سنة، فسبحان الله!....
إن الذي يراقب الكرة الأرضية من الخارج ويرى سرعة دورانها وكيف يتداخل الليل والنهار يجد بأن أفضل وصف لهذا المشهد هو قول الله تعالى: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)  [الحديد: 6]. ويقول أيضاً: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) [فاطر: 13].
منذ القديم ظن الإنسان أن الليل يخيم على الأرض بشكل كامل، لأنه ظن أن الأرض مسطحة، ثم يخيم النهار على الأرض بشكل كامل أيضاً. ولكن عندما جاء العصر الحديث تبين أن الأرض عبارة عن كرة تدور حول نفسها مما يسبب تعاقب الليل والنهار.
وقد وصل العلماء إلى نتيجة وهي أن الليل يتداخل مع النهار بصورة معقدة جداً، وكذلك يتداخل النهار مع الليل، وبسبب دوران الأرض بسرعة ودوران جميع الأقمار الاصطناعية حولها فإنه يصعب التقاط صورة للأرض تكون فيها ثابتة لدراسة المنطقة التي تفصل الليل عن النهار.
ولذلك فقد بدأ اهتمام العلماء بدراسة المنطقة التي تفصل الليل عن النهار، وبرزت فكرة عند أحد العلماء وهي كيف يمكن أن يكون شكل الأرض عندما ننظر إليها في نفس اللحظة عندما يتداخل الليل مع النهار؟
إن الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية كانت غير محددة ولا تُظهر بوضوح هذه المنطقة، بسبب الغيوم الكثيفة وبسبب عدم دقة الكاميرات التي تعمل بالضوء العادي.
 
هكذا يظهر الليل والنهار بالصور العادية، نلاحظ أن المنطقة الفاصلة غير مرئية جيداً، بسبب أنه لا يمكن للكاميرات التقاط صورة أدق من هذه.
وهذا ما جعل العلماء يلجئون إلى التقاط عدد كبير من الصور وباستخدام عدة أقمار اصطناعية إذ أن قمراً واحداً لا يكفي، لأن المطلوب إظهار الكرة الأرضية بشكل كامل وواضح، وبعد ذلك قاموا بإدخال هذه الصور في الكمبيوتر ومن خلال برنامج معين قام الكمبيوتر بدمج هذه الصور بهدف إظهار الشكل الحقيقي للأرض في منطقة الليل والنهار، وكانت النتيجة أن هنالك منطقة ضيقة جداً تفصل الليل عن النهار، وقد رأى فيها العلماء وجود خط فاصل بين الليل والنهار، هذا الخط الدقيق لم يكن لأحد علم به قبل سنوات قليلة، ولكن الكمبيوتر أظهره لدى تركيبه مجموعة من الصور الملتقطة للكرة الأرضية في أوقات مختلفة من الليل والنهار. وذلك بعد إبعاد تأثير الغيوم وإدخال الصور الأكثر وضوحاً في الكمبيوتر، وإظهار الإضاءة الناتجة عن المدن في الليل وإظهار البحر واليابسة بوضوح.
 
هذه الصورة الرائعة لم تلتقطها كاميرا عادية، إنما هي عبارة عن مجموعة من الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية، ثم تم تركيبها بشكل يشبه تماماً الواقع، فظهر مع العلماء وجود خط فاصل بين الليل والنهار. وقد تم التقاط هذه الصور من على ارتفاع أكثر من مئة ألف كيلو متر عن سطح الأرض.
ويعتبر العلماء أن هذه الصورة من أروع الصور التي شاهدوها للأرض، ويؤكدون أن هنالك منطقة محددة تفصل الليل عن النهار، وهي منطقة يتداخل فيها كل من الليل والنهار بطريقة رائعة.
هذا ما وصل إليه علم الفلك في العصر الحديث، فماذا قال القرآن عن هذه الحقائق منذ أكثر من أربعة عشر قرناً؟
1- يقول تعالى مؤكداً وجود منطقة فاصلة ودقيقة على شكل خيطين أبيض وأسود: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة: 187]. إن هذه الآية تصف لنا بدقة تلك المنطقة الفاصلة بين الليل والنهار قبل أن نراها بالأقمار الاصطناعية والكمبيوتر!
2- ويقول أيضاً واصفاً لنا العمليات التي تتم داخل هذه المنطقة: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [الحديد: 6]. فكلمة (يولج) تعني يُدخل، أي أن الليل يدخل في النهار وبالعكس، وهذا ما يحدث تماماً في هذه المنطقة.
حتى إن هذا الخيط يتحرك بسرعة وكأن الليل يلحق بالنهار ويطلبه بسرعة ولا يكاد يسبقه، وكأنه يلاحقه باستمرار لدى حركة الأرض ودورانها. وهنا يتجلى في وصف هذه الصورة قول الحق تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)  [الأعراف: 54].
أخي القارئ! إنني لا أبالغ إذا قلت إن كل ما يكتشفه العلم حديثاً قد تحدث عنه القرآن، كيف لا وهو الكتاب الذي أنزل الله تبياناً لكل شيء، يقول تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. فسبحان الذي أخبرنا عن هذه الحقائق الكونية وجعلها براهين مادية ملموسة لكل من يشك في صدق القرآن، وصدق رسالة الإسلام.

الموسوعة الصحية والعلمية


ذاب القبر حق ينبغي أن ننتبه له بل ونستعد لهذه المرحلة الأهم من حياتنا، وللأسف هناك من يشكك في هذه الحقيقة....
أنكر بعض الباحثين عذاب القبر بحجة أنه لم يرد في القرآن الكريم، أما الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم فقد أنكرها هؤلاء بحجة أنها تخالف القرآن، فما هي حقيقة الأمر؟
أيها الأحبة! قبل كل شيء نود أن نطرح هذا السؤال: هل توجد آية واحدة في القرآن تقول إن الإنسان لا يعذب في قبره، طبعاً الكافر وليس المؤمن؟ بالطبع لا توجد مثل هذه الآيات إنما توجد آيات عديدة تؤكد وتثبت عذاب القبر.
آيات تثبت عذاب القبر
هناك آية تؤكد أن الكفار يعذبون في القبر ويرون النار صباحاً ومساءً كما هو الحال مع فرعون وجنوده، يقول تعالى: (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 45-46]. الغدو والعشي خاص بالدنيا، أما الآخرة إما عذاب دائم أو نعيم دائم. ولذلك فإن آل فرعون يُعرضون على النار في الصباح والمساء، أليس هذا نوعاً من أنواع عذاب القبر؟
آيات تثبت العذاب لحظة الموت
هناك آيات تؤكد أن العذاب يبدأ منذ لحظة الموت، أي منذ أن تتوفى الملائكة هذا الكافر، ولذلك يقول تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [الأنفال: 50]. وهنا نجد أن ملائكة الموت الذين قبضوا روح هذا الكافر قد ضربوه وعذبوه وبعد ذلك يقولون له: (وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) أي عذاب القبر وعذاب الآخرة.
إن ملائكة الموت تأتي للكافر فتضربه ضرباً أليماً وهذا نوع من أنواع العذاب الذي يسبق عذاب القبر، ولذلك يقول تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [محمد: 27].
هناك آية تؤكد أن الكافر يرى العذاب لحظة الموت ولذلك يطلب من ربه أن يعيده للدنيا، ولذلك يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100]، والسؤال: لماذا يطلب الكفار الرجوع للدنيا؟ بالطبع عندما يرون العذاب يدركون الحقيقة، ويعلمون أن الله هو الحق، وأن عذاب النار أصبح حقيقة واقعة، ولذلك يطلبون العودة للدنيا ليقوموا بالأعمال الصالحة، ولكن هيهات...
ولو كانت ظاهرة الموت تمر مرور الكرام إذاً لماذا يطلب هؤلاء العودة للدنيا؟! ولذلك يقول تعالى في آية ثانية: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11]. من المؤكد أن الموت ليس نزهة أو مرحلة ينام فيها الإنسان أو يفقد الوعي! إنها مرحلة عذاب أو نعيم، ولذلك فإن الكافر يطلب دوماً أن يعود إلى الدنيا لأنه يرى العذاب منذ لحظة الموت، فتخيل ماذا ينتظره بعد الموت!
آيات تؤكد حوار الكافر مع ملائكة العذاب
هناك آيات تؤكد وجود حوار بين الكافر وبين ملائكة العذاب لحظة الوفاة، ونجد أن الآيات دائماً تتحدث عن العذاب عقب الموت، مثلاً تأملوا معي هذه الآية، يقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 97].
لا توجد آية واحدة تنفي عذاب القبر
إن الذي يتأمل آيات القرآن يعلم بأنه لا توجد آية في القرآن تنفي عذاب القبر إلا آية واحدة وهي تشتبه على البعض، يقول تعالى: (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس: 52]، والتفسير هو: أن الإنسان في قبره تعذب نفسه التي ذاقت الموت، أما الجسد فهو في حالة رقاد، وعندما يبعثه الله من قبره، يدرك أن يوم القيامة حق، وأن عذابه سيكون للنفس والجسد معاً وأن الله سيبدل جلده كلما نضج، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا) [النساء: 56].
 
الثابت قرآنياً ومنطقياً أن القبر إما روضة من رياض الجنة، أو قطعة من قطع النار، ونقول لكل من ينكر عذاب القبر، إذا لم تقتنع بهذه الآيات الواضحة فهذه مشكلتك وليست مشكلة القرآن، فالقرآن فيه بيان لكل شيء، ولكن بشرط أن نبحث ونتفكر ونتدبر.
أحاديث تثبت عذاب القبر
هناك عشرات الأحاديث الصحيحة والتي لا يجحدها إلا مستكبر تؤكد عذاب القبر، بل وتأمر بالاستعاذة من عذاب القبر، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال)[أخرجه مسلم]... وهناك أحاديث كثيرة تؤكد أن الكافر يعذب في قبره، والمؤمن ينعم في قبره.
ونقول: إذا كان الكافر الذي ارتكب الموبقات والفواحش وظلم الناس وأكل حقوق العباد... إذا كان هذا الكافر لا يعذب في قبره فهل هو في رحلة ترفيهية حتى قيام الساعة؟ ونقول أيضاً إن جسد الكافر يبلى ويفنى، ولكن النفس هي التي تعذب، أما نفس المؤمن فتصعد إلى خالقها لتنعم وتستعد لدخول الجنة يوم القيامة، ولذلك قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر: 27-30].
وأخيراً
أقول يا إخوتي وأخواتي، لا يغرنكم قول من يدعي أن الأحاديث الشريفة التي تخالف القرآن أو تخالف العقل هي غير صحيحة، ونقول إن فهمه لهذه الأحاديث غير صحيح. ففي كتاب الله الكثير من الآيات لا يستوعبها العقل البشري، مثل معجزات الأنبياء ... فقد سخر الله لسيدنا سليمان عليه السلام الجن والشياطين والريح التي تجري بأمره... وانشق القمر لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم... وأنجى الله سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار وعطل قانون الاحتراق...
وكل هذا لا يمكن تفسيره حسب قوانين الفيزياء والكون، ولكننا كمسلمين نشهد بأن كل ما جاء في كتاب الله وما صح عن رسول الله هو الحق، ولا نقول بأن هذه الأحاديث تخالف العقل، بل نقول إننا لم نفهمها حق الفهم، وعقلنا البشري محدود جداً. وإن إنكار بعض الأحاديث الصحيحة يقود إلى إنكار بعض آيات القرآن بحجة أنها تخالف العقل... وسبحان الله، إذا كان بعض علماء الغرب الملحدين يقولون إننا لم نكتشف من أسرار الكون إلا القليل جداً، فماذا ألا يجدر بنا نحن المسلمين أن نحترم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نطعن بحديث صحيح لأن هذا يقدم حجة لأعداء الإسلام للطعن في هذا الدين الحنيف. ونقول كما قال تعالى: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
ــــــــــــ

الموسوعة الصحية والعلمية

ا
سبحان الله! كلما كشف العلماء شيئاً جديداً كان للقرآن السبق في الحديث عن هذا الاكتشاف لنتأمل آخر الكشوفات العلمية....
نشر موقع "علم الحياة" www.livescience.com خبراً علمياً حول اكتشاف بحر ضخم جداً يقبع عميقاً تحت شرق آسيا ويبلغ حجمه تقريباً حجم المحيط المتجمد الشمالي. وقد تمكن العلماء من التأكد من هذا الاكتشاف بواسطة الموجات الزلزالية التي يسبب الماء تباطؤاً في سرعتها، وبالتالي أمكن للعلماء "رؤية" هذا المحيط الكبير بواسطة أجهزة قياس الزلازل.
ويتوقع العلماء أن هذا البحر تشكل بنتيجة غوص كتلة من قاع المحيط الباردة انفصلت وغاصت عميقاً في الأرض لآلاف الكيلومترات إلى الطبقة الثالثة والرابعة من طبقات الأرض. وهذا ما أدى لتبخر جزء من الماء المختزن داخل الصخور العميقة (الصخور تحوي 15 % ماء) ويرتفع الماء إلى منطقة التجمع ويتشكل هذا البحر تدريجياً.
 
الماء يغطي أكثر من 70 بالمئة من مساحة الكوكب ومن أحد مهامه أنه يعمل على "تزييت" الألواح الأرضية ويساعد على حركتها بانسياب.
إشارات إلى هذا الاكتشاف في القرآن والسنة
القرآن الكريم لم يترك شيئاً إلا وحدثنا عنه، وكذلك النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى مثل هذه الاكتشافات قبل قرون طويلة. فالله تبارك وتعالى حدثنا عن ماء يسكن الأرض وأن الله قادر على الذهاب به، ولكن من رحمة الله أن يبقيه في باطن الأرض. فهناك مياه جوفية ومياه عميقة جداً، يقول تعالى:  (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
كما أشار القرآن إلى تخزين الماء في الأرض، وأن هذا التخزين يتم بقدرة الله وليس بقدرة البشر، لأن البشر عاجزون عن ذلك، يقول تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22]. ويعجب العلماء كيف تم الحفاظ على هذا الماء على الرغم من درجات الحرارة العالية في باطن الأرض والتي تعمل على تبخير الماء!
يقول العلماء إذا تأملنا كوكب الزهرة "شقيق الأرض" فإنه من المحتمل أن كل الماء الذي كان فيه تبخر بسبب حرارة الكوكب وجفافه، ومن الممكن أن يحدث نفس الشيء على الأرض فيذهب الماء ولكننا نجده يستقر ويسكن في الأرض لملايين السنين دون أن يتبخر أو يجف!
لقد جاء في الحديث الشريف: (إن تحت البحر ناراً وإن تحت النار بحراً) [ضعيف الجامع الصغير 6343]. ومع أن هذا الحديث ضعّفه رواة الحديث، إلا أنه صحيح من حيث المعنى، (ويمكن الأخذ بالحديث الضعيف في المسائل الكونية وليس الفقهية) لأنه ثبت علمياً أن "تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً".
لنأخذ فكرة عن طبقات الأرض
الأرض تتألف من قشرة رقيقة سمكها وسطياً 30 كيلو متر تحت القارات و5 كيلو متر تحت البحار، هذه القشرة صلبة "ومتكسرة" إلى 12 لوحاً أساسياً وعدة ألواح صغيرة، وتتحرك ميلمترات كل سنة. وتحتها طبقة ثانية هي الطبقة الصخرية حيث تنقسم مع القشرة إلى ألواح أيضاً, ثم تأتي طبقة الوشاح وهي طبقة مرنة أشبه ببحر ملتهب (تمتد 2900 كيلو متر) تعوم عليه الطبقتان (القشرة والطبقة الصخرية). نصف قطر الأرض بحدود 6400 كيلو متر. نواة الأرض تتألف من قسمين الخارجي سائل ويتألف من الحديد في معظمه والداخلي صلب ويتألف من الحيد والنيكل.
 
الأرض مكونة من سبع طبقات بعضها فوق بعض، وفي خبر علمي جديد تبين للعلماء أن باطن الأرض يدور بسرعة أكبر من سطحها، وذلك بحدود 0.3 – 0.5 درجة بالسنة، وتأكد العلماء من ذلك باستخدام الموجات الزلزالية التي تحدث لدى حدوث هزة أرضية وتنتشر عبر طبقات الأرض.
إن هذه الاكتشافات تدل على أن أرضنا أو بمعنى أدق القشرة الأرضية تعوم على بحر ملتهب ومن الممكن في أي لحظة أن يحدث خسف أو زلزال أو تسونامي... وكلها أنواع من عذاب الله تعالى، يقول عز وجل: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].
إشارة رائعة لجانب البرّ
تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي تحدثنا عن احتمال انخساف جانب البر في إشارة رائعة لألواح الأرض وأن للبر حوافّ وجوانب، وهذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها، يقول تعالى: (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا) [الإسراء: 68-69]. فكما يقرر العلماء أن طبقة الأرض تحت البر أسمك منها تحت البحر، ولذلك هناك جوانب للبر وهذا ما يعبر عنه العلماء بقولهم: ألواح الأرض، وهذا ما عبرت عنه الآية بقوله تعالى: (جَانِبَ الْبَرِّ) وبالفعل تتم عمليات الخسف والزلازل عند جوانب البر، ويقول العلماء: إن حركة الألواح الأرضية واصطدامها ببعضها عند جوانبها يولد الزلازل والهزات الأرضية.
إشارة رائعة لاحتمال انخساف قطعة من الأرض
يؤكد العلماء أن قشرتنا الأرضية مع الطبقة الصخرية التي تليها تعومان على بحر من الحمم المنصهرة، وبالتالي يحدث كل فترة خسف في منطقة ما وتغرق كتلة من القشرة الأرضية وتغوص في البحر الملتهب... ولذلك قال تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك: 16]. ومعنى كلمة (تَمُورُ) أي تضطرب وتهتز، والمور في اللغة هو الاضطراب والجريان والتحرك، وهذا ما يحدث بالضبط أثناء انخساف جزء من الأرض فإنه يضرب ويهتز مثل سفينة تغرق! وفي خبر علمي جديد تم اكتشاف كتلة من قاع المحيط بالقرب من نواة الأرض! هذه الكتلة بدأت تغوص في الأرض قبل حوالي 50 مليون سنة ووصلت حتى الآن على عمق 2800 كيلو متر.
ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله الذي أخبر عن هذه الحقائق في كتابه الكريم وقبل أكثر من أربعة عشر قرناً، لتكون هذه الآيات دليلاً مادياً ملموساً على صدق هذا الكتاب وأن الذي أخبرنا بهذه الحقائق هو خالق الأرض وهو أعلم بما فيها، وهو الذي أنزل لنا القرآن وحفظه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
ــــــــــــ

الموسوعة الصحية والعلمية


 
أثبت العلماء أن النمل يتكلم كلاماً حقيقياً أي يصدر ترددات صوتية في المجال المسموع، إلا أن هذه الترددات تحتاج لأجهزة دقيقة من أجل التقاطها وتسجيلها....
لقد أنفق الباحث الدكتور Robert Hickling سنوات طويلة في مراقبة الحشرات ورصد الترددات الصوتية التي تطلقها، ولكن لم يكن هناك إمكانية لتأكيد ذلك إلا عندما تمكن من تسجيل الأصوات التي يصدرها النمل! وقد كان الهدف هو تتبع وجود النمل في المحاصيل الزراعية فلم يجدوا طريقة أجدى من تتبع صوت النمل!
ولكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرها النمل تختلف من نملة لأخرى ومن جنس لآخر ومن موقف لآخر! فهناك 12 ألف نوع من النمل في العالم، وعدد النمل على الأرض يفوق عدد البشر بأضعاف مضاعفة، وأمام هذا التعدد يحتار الباحثون كيف يتعاملون مع هذه الأصوات.
لقد تمكن من تسجيل أصوات مختلفة للنمل، ونشرت هذه الأبحاث على مجلة Journal of Sound and Vibration عام 2006، وكانت المرة الأولى التي يسمع فيها الإنسان صوتاً حقيقياً للنمل!
لقد نشر هذا الباحث العديد من الأبحاث وأهمها بحث حول التواصل عند النمل بعنوان Analysis of acoustic communication by ants على مجلة The Journal of the Acoustical Society of America وقد تبين بنتيجة هذه الأبحاث أن النمل يتفوق علينا في حاسة السمع ويتوقع العلماء أن النملة تستخدم قرون الاستشعار من أجل بث واستقبال الترددات الصوتية، تقوم النملة بتضخيم الإشارة الصوتية القادمة إليها مثل أجهزة الاستقبال الحديثة، بل وتقوم بإزالة مختلف التأثيرات أي تقوم بعملية فلترة أو تنقية للصوت، لتمييزه عما سواه! وهذا نظام متطور جداً للاتصال كان مجهولاً للعلماء، ولم يكتشفوه إلا منذ سنوات قليلة، ولكن القرآن العظيم فقد تحدث عن هذا الأمر وأخبرنا أن النمل يتكلم، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [النمل: 18].
ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى وجود لغة للنمل تتفاهم بها، وأن الله أعطى سيدنا سليمان القدرة على سماع هذه الأصوات وفهمها، واليوم يحاول العلماء فهم هذه الإشارات الصوتية التي يطلقها النمل، ولكنهم ميزوا أربعة أنواع من هذه الأصوات، وذلك بعد مراقبة استمرت سنوات طويلة.
يستخدم النمل إشارات صوتية خاصة يطلقها أثناء إحساسه بالخطر، فنجد أن إحدى النملات تتولى مهمة التحذير، فتطلق نداءً تستقبله صديقاتها وتفهمه، وتستجيب له على الفور، استمع معي إلى صوت النملة وهي تحذر بقية النمل من خطر ما، للاستماع اضغط هنا.
يؤكد العلماء أن النمل يشبهنا، فهو يقوم بأعماله على أكمل وجه، وأثناء العمل يتكلم النمل مع بعضه، ويتحادثون مثل البشر، ونجد أن إحدى النملات تنظم عملية جمع الطعام وتنظم المرور وغير ذلك من خلال أصوات وتعليمات وأوامر تصدرها فتسمعها بقية النملات وتستجيب لها! وهذا صوت لنملة أثناء حياتها الطبيعية في حالة العمل والحركة وجمع الطعام، اضغط هنا للاستماع.
عندما تهاجم النملة إحدى اليرقات فإنها تصدر أصواتاً مرعبة بالنسبة لليرقة، وهذه الأصوات كانت مجهولة تماماً وهي تشبه المعركة التي يخوضها البشر، عندما يحاولون إخافة الأعداء، استمع لصوت نملة تهاجم يرقة، وسبح الله تعالى! للاستماع اضغط هنا.
تطلق النملة إشارات استغاثة أيضاً عندما تكون في حالة خطر، فهي مثل البشر تماماً تستغيث بغيرها من النمل، ويستطيع النمل التقاط هذه الأصوات بل ومعرفة مكان النملة المستغيثة، وربما تحديد نوع المعونة المطلوبة، فسبحان الذي علم هذه النملة لغة الكلام. للاستماع إلى صوت نملة تستغيث اضغط هنا.
المرجع R. Hickling and R. L. Brown, "Analysis of acoustic communication by ants" Journ. Acoust. Soc. Amer.,Vol. 108, No. 4, pp 1920-1929, 2000.
لقد وجد الباحث Phil DeVries أن الحشرات تصدر اهتزازات صوتية ضعيفة يستطيع النمل تمييزها، وبالتالي فإن حشرة المن التي تفرز مادة سكرية يحبها النمل، تبث أثناء عملها اهتزازات تلتقطها النملة فتأتي مسرعة لرزقها! وبالتالي فإن الترددات الصوتية هي وسيلة التواصل بين الحشرات، ولذلك قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
ويقول الباحث Robert Hickling إن النملة لا تتجاوب مع الأصوات الإنسانية ولا تتأثر بها، ولكن عندما نوجه لها الترددات المناسبة فإنها تتأثر بها وترد عليها! وهذا يعني أن النمل يتمتع بلغة خاصة به يتفاهم بها، تماماً مثل البشر، ونتذكر هنا قول الحق تبارك وتعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]. ومن هنا ندرك أن القرآن يتفق مع العلم الحديث وليس كما يدعي المشككون أنه لا يتفق مع العقل والعلم.
لغة الكيمياء عند النمل
من المعروف في عالم النمل أن هناك لغة يتخاطب بها النمل من خلال الإشارات الكيميائية التي يطلقها النمل، وبالتالي فهي لغة جديرة بالاهتمام، بل يتفوق النمل على البشر في هذا النوع من أنواع التخاطر!
وقد لفت انتباهي أحد الإخوة المتخصصين في عالم النمل إلى أن اللغة المتعارف عليها للتخاطب عند النمل هي لغة الروائح وليس الترددات الصوتية لأنه لم يثبت يقيناً أن النمل يبث ترددات صوتية إلا ببحث أو بحثين فقط.
وأقول يا أحبتي! إن أي بحث علمي لابد أن يبدأ بداية متواضعة، فالعالم الذي سجَّل صوت النمل أنفق عشرين سنة على هذا الاكتشاف، ولم يصبح هذا الاكتشاف حقيقة يقينية بعد، إلا أن منهجي في البحث يعتمد على قاعدة ثابتة وهي أن كل ما يتفق مع القرآن هو الحق، وكل ما يخالف القرآن هو الباطل.
وهناك الكثير من النظريات العلمية لا تزال مجرد نظريات ولكنها تتفق مع ما جاء في كتاب الله تعالى، ولذلك ينبغي أن نأخذ بها بعد التثبت جيداً أن الآية الكريمة تحتمل هذا المعنى، فالقرآن والسنة هما الأساس الذي نعتمد عليه علمياً. ولذلك يمكن أن نتحدث عن كلام حقيقي للنمل ونفهم الآية على هذا الأساس عندما قال تعالى: (قالت نملة) أي تكلمت كلاماً حقيقياً كما جاء في بعض التفاسير، والله أعلم. 
اكتشاف جديد: النمل يصدر ذبذبات صوتية
ساهمت تكنولوجيا صوتية متطورة في اكتشاف قدرة النمل على الثرثرة والكلام داخل وكره، وتبين أن النمل يصدر ترددات صوتية لم يكن أحد يعرفها من قبل، ولكن القرآن أشار إليها، فقد وضع فريق من العلماء مكبرات صوت صغيرة جداً داخل بيوت النمل لنقل الأصوات التي تصدرها الملكة والتي تدفع النمل إلى التركيز والانتباه. ووجدوا أنهم عندما استمعوا إلى أصوات الملكة تبين أن النمل يتوقف عن الحراك ما إن يسمع صوت الملكة، فيرفع قرون الاستشعار لساعات طويلة دون الإتيان بأي حركة، وإذا ما اقترب أحد من البيت يهاجمه النمل بسرعة. ويؤكد الباحثون (حسب صحيفة تايمز أوف لندن البريطانية) أن النمل لديه مفردات أكبر مما كان يظن سابقاً. فالأصوات المختلفة داخل مستعمرة النمل الواحدة يمكن أن تستفز للقيام بردات فعل مختلفة.
ومن هنا ربما ندرك معنى جديداً في هذا النص الكريم، يقول تعالى في سورة النمل: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 17-19]. وأخيراً يا أحبتي فإن الذي يتأمل هذه الحقائق لا يملك إلا أن يقول: سبحان الله!
ــــــــــــ

الموسوعة الصحية والعلمية



ما أكثر المعجزات المذهلة التي تحدث عنها كتاب الله تعالى، وإليكم فيديو يشرح المعجزة الرقمية في ذكر سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليهما السلام....

ما أكثر المعجزات المذهلة التي تحدث عنها كتاب الله تعالى، وإليكم فيديو يشرح المعجزة الرقمية في ذكر سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليهما السلام....
ما أكثر المعجزات المذهلة التي تحدث عنها كتاب الله تعالى، وإليكم فيديو يشرح المعجزة الرقمية في ذكر سيدنا آدم وسيدنا عيسى عليهما السلام....

الموسوعة الصحية والعلمية


فالنمل عالم غريب وعجيب ولذلك استحق أن يخصص الله له سورة كاملة هي (سورة النمل)، لنتأمل ونسبح الله تعالى.....

 
ــــــــــــ

الموسوعة الصحية والعلمية



 
الكوارث التي نعيشها اليوم سببها الفساد البيئي الذي حذرنا القرآن منه ... لنتأمل ونعود إلى الخالق تبارك وتعالى....
عقد علماء البيئة اجتماعاً في فرنسا (مؤتمر باريس 2 فبراير 2007)، وخرجوا بثلاث نتائج اتفق عليها أكثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:
1- لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية، وهذا يؤدي إلى إفساد البيئة في البر والبحر. ففي البر هنالك فساد في التربة، وفساد في المياه الجوفية وتلوثها، وفساد في النباتات ، حيث اختل التوازن النباتي على اليابسة.
وفي البحر بدأت الكتل الجليدية بالذوبان بسبب ارتفاع حرارة الجوّ، وبدأت الكائنات البحرية بالتضرر نتيجة ذلك. إذن هنالك فساد في البيئة وهذا ما عبَّر عنه أحد العلماء، يقول الدكتور جفري شانتون أحد علماء البيئة في جامعة فلوريدا:
carbon dioxide (CO2), has increased in the atmosphere and now threatens to spoil our nest.
إن غاز الكربون ازداد في الغلاف الجوي بشكل  أصبح ينذر بفساد أرضنا [1]. وانظر كيف يستخدم هذا العالم فعل الإفساد للبيئة! وأن درجة الحرارة للأرض سترتفع ثلاث درجات خلال هذا القرن إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة. 
يبين هذا المخطط أن معدل درجة الحرارة ارتفع درجة خلال المئة سنة الماضية، وهذا الارتفاع سوف يؤدي إلى الكثير من الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير وازدياد التصحّر والأمطار الحامضية وغير ذلك.
2- اتفق 500 عالم على أن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبيئة، ويقولون: إن الناس بسبب إفراطهم وعدم مراعاتهم للتوازن البيئي الطبيعي، فالحروب والتلوث والإفراط في استخدام التكنولوجيا، دون مراعاة البيئة وقوانينها، كل ذلك أدى إلى تسارع في زيادة نسبة الكربون في الجوّ [2] حيث تضاعفت نسبته أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة الصناعية (أي منذ 300 سنة).
 
هنالك ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، فالغازات الناتجة عن المصانع والسيارات تُحبس داخل الغلاف الجوي وترفع درجة حرارته وتلوث الجوّ والبر والبحر، وتؤدي إلى ازدياد نسبة الكربون، وقد أكد العلماء إن الناس هم الذين سببوا هذا الإفساد في البيئة وأخلّوا بالتوازن الطبيعي لها.
3- وجّه العلماء في نهاية اجتماعهم نداء عاجلاً وإنذاراً لجميع دول العالم أن يتخذوا الإجراءات السريعة والمناسبة للحدّ من التلوث لتلافي الأخطار القادمة الناتجة عن التلوث الكبير في الجو والبحر واليابسة [3].
 
هذه صورة للفيضانات التي حدثت مؤخراً في باكستان وشردت الملايين، وكانت الخسائر بالمليارات... كل هذا حدث بسبب الفساد البيئي الذي حذر القرآن منه!
الإعجاز العلمي في آية واحدة
القرآن هو كتاب المعجزات، ففيه معجزات إلهية لا تُحصى، فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياته عن هذه النتائج الثلاثة بدقة مذهلة، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. فقد تضمنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التي اتفق عليها العلماء اليوم وهي:
1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدّ، ومن معاني الفساد (الجدْب) أي التصحر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث. ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل البرّ والبحر، تماماً كما جاء في الآية الكريمة.
2- (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسؤولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.
3- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وتتضمن هذه الآية تحذيراً للناس في أن يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان!! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أيام!!
إذن الآية الكريمة تحدثت ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.
 
حرائق الغابات في روسيا تسبب بخسائر فادحة وأحرقت في الست ساعات الأولى فقط أحرقت النار أكثر من 86000 هكتار من الغابات! وطبعاً السبب الرئيسي لهذه الحرائق هو الفساد البيئي الذي سببه الإنسان للأرض.
ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها: رؤية جديدة
لقد دلت القياسات الإشعاعية لصخور الأرض أن عمر هذه الأرض بحدود 4.6 بليون سنة، حيث كانت الأرض في بداياتها عملاقاً ملتهباً مغلفة بالصخور الملتهبة، وهناك ملايين النيازك التي تصطدم بسطحها كل يوم، لقد كانت هذه الاصطدامات بمثابة مطرقة تدق وتسوِّي هذه الأرض حتى أخذت شكلها الكروي.
ثم بدأت هذه الأرض بالتبرد شيئاً فشيئاً، وبدأ بخار الماء بالتكثف حولها في الغلاف الجوي، وبدأت الغيوم بالتشكل والأمطار بالتساقط بغزارة، مما أدى إلى تبريد الأرض ونشوء البحار التي غلَّفت الأرض بالكامل.
ثم بدأت القشرة الأرضية بالتشكل وبدأت التشققات تظهر على هذه القشرة فشكلت ما يسمى بالألواح الأرضية، وبدأت هذه الألواح بالحركة والتصادم فيما بينها لتتشكل الجبال وتنشأ الأنهار، ويظن العلماء أن الحياة بدأت على هذه الأرض قبل 3 بليون سنة ويقول العلماء حدث انقراض مفاجئ للعديد من أنواع الكائنات الحية مثل الديناصورات التي انقرضت قبل 65 مليون سنة، بعد أن أفسدت في الأرض وقامت المذابح وسفكت دماء بعضها، فنزل نيزك ضخم اخترق الغلاف الجوي للأرض وسبب الحرائق والدمار والتلوث فهلك هذا النوع من المخلوقات بالكامل.
تكرار تلوث الأرض
إن العلماء عندما درسوا تاريخ الأرض وجدوا أن الأرض في بدايات خلقها كانت ملوثة بالغازات السامة بشكل كبير، بل لم يكن الأكسجين قد ولد بعد، بل كان الغلاف الجوي عبارة عن غازات سامة وبخار ماء.
ثم وعبر ملايين السنين ونتيجة عمليات فيزيائية قدَّرها الله تم تنقية جو الأرض من هذه الغازات وامتلأ بالهواء النقي، وهكذا أصلح الله الأرض للحياة، أي لتكون صالحة للحياة على ظهرها.
 ويخبرنا العلماء بأن كمية غاز الكربون وغاز الميثان كانت أعظم بمئات المرات مما هي عليه اليوم، أي كان هناك فساد في جو الأرض وأصلحه الله من خلال خلق النباتات التي امتصت هذا الغاز لصنع غذائها، ومن خلال ذوبان جزء هذا الغاز السام في المحيطات. وبنفس الوقت خلق الله كميات هائلة من البكتريا التي تنتج الأكسجين بكميات كبيرة، واستمرت هذه العملية ملايين السنين وكانت البكتريا والنباتات بمثابة أجهزة لتنقية جو الأرض!
 
كانت الأرض ذات يوم ملوثة بشدة فأصلحها الله لنا، ويقول العلماء إن نسبة غاز الكربون كانت تزيد على ما هي عليه اليوم مئات المرات، ثم حدثت عمليات فيزيائية وحيوية معقدة نتج عنها الغلاف الجوي النقي، ولكن الدراسات تشير إلى ازدياد نسبة غاز الكربون من جديد وتنذر بالخطر والكوارث الطبيية.
نعمة غاز الكربون
لقد اختار الله برحمته أن ينقِّي أرضنا من غاز الكربون السام، هذا الغاز كان في عصر من العصور يغطي الأرض بشكل كثيف، أصبحت نسبته اليوم بحدود 0.035 % بكلمة أخرى في كل مئة ألف غرام هواء هناك 35 غرام من غاز الكربون.
ولو تأملنا بقية كواكب المجموعة الشمسية نلاحظ أن جوها فاسد وغير صالح للحياة، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة غاز الكربون على سطح المريخ 96 % أما على سطح كوكب الزهرة فتبلغ نسبة هذا الغاز أكثر من 98 % ، وطبعاً عندما نجد نسبة غاز الكربون منخفضة جداً على سطح الأرض (نسبة 35 بالمئة ألف)، فهذا من رحمة الله تعالى علينا.
ويؤكد العلماء في بحث أجروه في جامعة شيكاغو أن غاز الكربون هو بحق نعمة من نعم الخالق فهو يعمل على تنظيم درجة الحرارة على سطح الأرض، وإن أي تغيير في نسبة هذا الغاز سوف يسبب الكوارث والأعاصير.
نعمة الأكسجين
لماذا جعل الله نسبة الأكسجين في جو الأرض بحدود 21 بالمئة؟ طبعاً لأن هذه النسبة هي المناسبة لاستمرار الحياة، ويقول الباحثون لو كانت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي أقل من 15 بالمئة فإن النار لن تشتعل، لأن كمية الأكسجين لن تكون كافية لإتمام التفاعل. ولو كانت كمية الأكسجين أكبر من 25 بالمئة سوف يحترق كل شيء على الأرض من دون شرارة فقط بسبب حرارة الشمس!
والشيء الغريب الذي يعجب منه العلماء هو أن الكائنات الدقيقة على الأرض إذا تعرضت لأشعة الشمس مباشرة فإنها تموت على الفور، ولكن من رحمة الله تعالى أنه زوَّد الغلاف الجوي بطبقة من غاز الأوزون هذه الطبقة تمتص الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ولولا هذه الطبقة لماتت المخلوقات على الأرض منذ زمن، بل لم يكن ممكناً للحياة أن تنشأ أبداً!
طبعاً قد يسأل سائل: كيف يعرف العلماء بنسبة الأكسجين أو الكربون في جو الأرض قبل ملايين السنين؟ لقد وجد العلماء أثناء أخذهم عينات من الجليد في جبال الألب مثلاً، أن هذا الجليد يحوي فقاعات من الغاز، وبعد دراسة هذه الفقاعات وما تحويه من عناصر تدعى النظائر المشعة، فإنهم يستطيعون من خلال كمية الإشعاع المتبقية في هذه العناصر أن يحسبوا عمر هذه الفقاعات، وكيف كان الجو السائد في ذلك الزمن.
 
من رحمة الله علينا أنه هيَّأ لنا الجو المناسب لنعيش فيه على الأرض، فالأرض تملك غلافاً جوياً رائعاً يحوي بحدود 0.03 % من غاز الكربون (أي نسبة مئوية تقدر بثلاثة بالعشرة آلاف) وهذه النسبة مناسبة للحياة على الأرض، بينما نجد أن كوكب المريخ له غلاف جوي رقيق ممتلئ بغاز الكربون، وكذلك كوكب الزهرة، وهذه من النعم التي ينبغي علينا أن نشكر الله عليها.
مستقبل لا يبشر بالخير!
لقد دلت الدراسات أن نسبة غاز الكربون في الجو الآن أعلى بثلاثين في المئة من العصور السابقة، أما نسبة غاز الميثان فهي أعلى بنسبة مئة بالمئة من السنوات الماضية. ونسبة غاز الكربون تزداد بمعدل واحد بالمئة كل عام، وهذه الزيادة خطيرة جداً، وهذه الزيادة المتسارعة هي بسبب النشاط البشري في حرق الوقود وإنتاج الطاقة. ولذلك إذا استمرت الزيادة كما هي عليه الآن، فإنه خلال مئة عام ستكون نسبة غاز الكربون في الهواء أعلى من أي وقت مضى على تاريخ الأرض خلال المليون سنة الماضية.
إن زيادة نسبة غاز الكربون سوف تتسبب بتغيرات مفاجئة بالمناخ، وهذا سوف يسبب بعض الكوارث الطبيعية، وينتج عن ذلك مجاعة قد تجتاح العالم الفقير خصوصاً، سوف يرتفع مستوى سطح البحر عدة أمتار بسبب ذوبان الجبال الجليدية في القارة المتجمدة الشمالية والجنوبية. وهذا سيؤدي إلى غرق مدن ساحلية بأكملها نتيجة هذا الارتفاع الكبير.
إن زيادة نسبة الكربون في الجو خلال العصور السابقة للأرض كانت بفعل الظواهر الجيولوجية كالبراكين وما تقذفه من غازات، وعلى الرغم من الكميات الهائلة التي أطلقتها البراكين فيما مضى، إلا أنها تبقى أقل بكثير مما يطلقه البشر اليوم من ملوثات!
 
منحني يمثل ازدياد نسبة غاز الكربون منذ عام 1958 وحتى عام 2004، ويظهر الازدياد المتسارع في نسبة هذا الغاز السام، فقد صعدت النسبة من 300 جزءاً في المليون، إلى 400 جزءاً في المليون خلال الخمسين عاماً الماضية!
القرآن يتحدث عن دورة تلوث الأرض
كما رأينا فإن الدراسات الحديثة لتاريخ الأرض تدل على أن هناك دورة للغلاف الجوي للأرض، حيث كان ذات يوم مليئاً بالغازات السامة، ثم انخفضت نسبة الغازات السامة تدريجياً وفق عملية دقيقة ومعقدة تم عبرها إصلاح هذا الخلل في جو الأرض ولولا هذه العمليات لم يكن للحياة أن تنشأ على الأرض.
واليوم يخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جديد فنجد العلماء يطلقون الصيحات المحذرة للبشر ألا يلوّثوا هذه الأرض لأن ذلك سيؤدي إلى الكثير من الكوارث البيئية ولذلك فقد سبق القرآن هؤلاء العلماء للإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية فأكد لنا القرآن أن الأرض كانت ذات يوم غير صالحة للحياة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فيها وأن ندعو الله ليجنبنا شر الكوارث فقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].
 
الانهيارات الأرضية تسبب مقتل الآلاف والسبب هو بالطبع الفساد البيئي، وقد حدثت عدة انزلاقات وانهيارات طينية في الفيليبين والصين وغيرها من الدول وتسبب بخسائر فادحة في الأموال والأرواح... هل يعود الناس لخالقهم ويرجعون له؟
فهذه الآية تضمنت عدة إشارات:
1- الإشارة إلى تجنب الإفساد في الأرض وتلويثها في قوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ).
2- الإشارة إلى أن الأرض كانت ذات يوم ملوثة فأصلحها اله لنا وأمرنا ألا نفسدها بعد إصلاحها في قوله تعالى:(بَعْدَ إِصْلَاحِهَا).
3- الإشارة إلى أهمية الدعاء في هذا العصر لأن الفساد البيئي اليوم يهدد الأرض بالكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والتسونامي والأمطار الحامضية وغير ذلك، فقال: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا).
4- الإشارة إلى ألا نفقد الأمل في رحمة الله تعالى وأن نستبشر بالخير وأن الله قادر على إصلاح هذا الخلل البيئي، فقال: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
أكثر من 500 عالم يجمعون على هذه الحقيقة!
في مؤتمر باريس 2 الذي عقد في مطلع العام 2007 واجتمع فيه أكثر من 500 عالم من مختلف أنحاء العالم خرجوا بنتائج أهمها أن الفساد البيئي والتلوث قد شمل البر والبحر وحتى البشر والنبات والحيوان، وأن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد، وأن هناك إمكانية للرجوع إلى النسب الطبيعية لغاز الكربون في الغلاف الجوي.
والعجيب أن القرآن لخَّص لنا هذه النتائج بآية واحدة فقط تشير إلى ظهور هذا الفساد في البر والبحر بسبب الإنسان، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم: 41].
 
الأعاصير وما تجرّه من أخطار هي أهم نتائج التلوث البيئي، وهذا أحد نتائج الفساد الذي حذرنا القرآن منه، يقول تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].
ما هو الفساد؟
من معاني الفساد في القاموس المحيط هو (الجدب)، والجدب يحدث كنتيجة لانقطاع المطر أو حدوث الكوارث الطبيعية التي تفتك بالنبات والحيوان، ولذلك فإن الله أمر الإنسان ألا يكون سبباً في تخريب جو الأرض وإفساده. وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى عن كل من يسعى في تخريب هذا النظام المتوازن للأرض: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) [البقرة: 205].
إذن الفساد له أنواع، فساد أخلاقي وفساد بيئي، وقد نزلت هذه الآيات في زمن لم يكن لأحد علم بأنه سيأتي يوم على الأرض تكون فيه نسبة التلوث عالية جداً وتنذر بفساد جو الأرض.
الرسول يبشر بالخير!
في ظل هذه الإشارات المظلمة لمستقبل الأرض، تأتي إشارة نبوية كريمة بالأمل لنا نحن المسلمين عندما أكد لنا بأن البلاد العربية وهي في معظمها صحارى سوف تعود مروجاً وأنهاراً، يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وانهاراً) [رواه مسلم].
في هذا الحديث الشريف بشرى للمسلمين أن الأنهار والمياه والأمطار سوف تكثر وستكون سبباً في جعل هذه الصحارى مليئة بالغابات والأشجار والبحيرات، وهذا ما يؤكده العلماء في أبحاثهم حديثاً. ولذلك ينبغي علينا أن نكثر من الدعاء لله تعالى وأن نكثر من الاستغفار فالله تعالى يقول على لسان نبيه نوح عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 10-12].
 
تشير الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية إلى أن منطقة الربع الخالي وهي من صحراء خالية اليوم، كانت ذات يوم مغطاة بغطاء نباتي كثيف وكانت البحيرات والأنهار تنتشر فيها، وسوف تعود مستقبلاً لتمتلئ بالأنهار والمروج. المصدر وكالة ناسا.
وخلاصة البحث
من رحمة الله تعالى أنه خلق لنا هذه الأرض وقد كانت ملوثة جداً فأصلحها لنا وجعلها صالحة للحياة ومريحة لنستقر عليها ونشكر نعمة الله، وأمرنا ألا نفسد فيها ونخرب هذا التوازن البيئي بعد أن أصلحه الله لنا، وأمرنا كذلك أن نكثر من الدعاء ليجنبنا شر الكوارث البيئية التي تنتظر الأرض فقال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]. والسؤال: أليس القرآن كتاب معجزات؟