مقدمة
نتعرف في هذا الجزء على الأمانة التي حملها الإنسان دون غيره من المخلوقات والتسهيلات التي سهلها الله له لكي يقدر على حمل هذه الأمانة, كما نتعرف على بداية الخلق, وخلق العرش, وأين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض قبل أن يخلق خلقه, والعرش والكرسي والمسافة بين السماء والأرض وأين توجد الفردوس ومما خلق العرش وأمور كثيرة متعلقة بالعرش كما نتعرف على اللوح المفحوظ ما وصفه؟ وما أسماؤه؟ وآيات كثيرة توضح ما فيه وهل الإنسان مخير أم مسير؟
الأمانة
في البدء كان الله ولم يكن شيئاً سواه, ثم خلق الخلق ليُخلق ويُعبد واتخذ لنفسه جنداُ فخلق الملائكة لا يعلم عددهم إلا هو وخيّر تعالى خلقه ليعبدوه إختيارا "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"(الكهف) 29 أو أن يعبدوه الزاما مجبورين على ذلك. ودون أن يكون الأمر لهم وسمى الله سبحانه وتعالى الأمانة وعرض هذا الأمر على مخلوقاته جميعاً فأبت المخلوقات جميعاً أن تقبلها واختارت أن تعبده الزامة مجبورة على ذلك الا الإنسان فهو الوحيد اللذي قبل أن يتحمل الأمانة ان شاء يؤمن وان شاء يكفر على أن يُجازى بعد ذلك بفعله يقول تعالى" إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (72) "(الأحزاب).
حمل الانسان الأمانة وهو الظلوم الجهول ولكن العلىُ العظيم لم يتركه وحده حيث أن الاختيار صعب والعاقبة أصعب فسخر له كل مخلوقاته التي لم تحمل الأمانة ومنحه ما لم يمنحه لغيره وميزه عن غيره وفضله تفضيلا.
ورغم صغر خلق الإنسان بالنسبة لغيره من المخلوقات الا أن الله أولاه من عطاياه ومن فضله بل وسخر له تعالى كل مخخلوقاته سواء في السماوات أو في الأرض من الملائكة الكرام إلى البهائم والأنعام ومابينهما من الموجودات.
ولتسهيل المهمة على الإنسان أرسل اليه رسلا من جنسه وأنزل اليه كتبا عرفه فيها كل شيئ الا ما اشتثناه تعالى ليخص به نفسه واعتبره غيبا وهي من حميم ابتلائه وامتحانه وطلب منه أن يعبد الله خالقه ولا يشرك به شيئا.ووعده تعالى إن فعل ذلك بجنات ذكر له بعضا من النعم والمتع التي تنتظره فيها.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن ربه"أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". ولكن هذا حال الصالحين فكيف حال العاصين:
توعد الله سبحانه وتعالى من عصاه ولم يأتي بما أمر وينتهي عما نهى بنار وعذاب أليم يلازمه مابقى خالداً لأنه لن يموت بعد ذلك.
ولمزيد من التيسير والسهولة في أداء الأمانة والقيام بالمهمة المختارة وعدهم بأن يغفر لهم ذنوبهم ويُكفر عنهم سيئاتهم ويمحو ما سُجل من خطاياهم اذا هم طلبوا منه ذلك واستغفروه, ووعدهم أن يتجاوز عنهم مهما بلغت ذنوبهم وان كانت مثل زبد البحر أو بلغت عنان السماء بل ولو جاءوا بقراب الأرض خطايا لجاوز عنهم وعفا شريطة ألا يُشركوا به شيئاً.
بداية الخلق
في البدء كان الله ولم يكن شيئ قبله ولم يكن شيئ معه ولم يكن شيئ غيره وكان عرشه على الماء وكتب في لبذكر كل شيئ وخلق السماوات والأرض. يقول تعالى:
- "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب (190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191)"آل عمران
- "أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون (185)"الأعراف
- "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون (101) "يونس
- "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج (6)"ق
- "ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا (15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (16) "نوح
- "إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين (3)"الجاثية
- "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت (17) وإلى السماء كيف رفعت (18)"الغاشية
يطلب المولى عز وجل أن يتفكر الإنسان ويتأمل في خلق السماوات والأرض وعظمتها ويرجع عقله إلى رشده ولكن الأنسان شُغل الآن عن هذا التفكر بما يحصل في الفضاء وسباق الروس ونسى أن يتأمل في خلق السماوات والأرض.
خلق العرش
عندما سئُل رسول الله صلى الله عليه وسلم أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟(قبل أن يخلق خلقه) قال"كان في عماء مافوقه هواء وماتحته هواء ثم خلق عرشه على الماء"رواه أحمد بن حمبل وابن ماجة والترمزي.
وحكى ابن جرير عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بعضهم قال"ان الله كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئاً قبل الماء" واذا رجعنا إلى القرآن الكريم فاننا نجد أن هناك ست آيات في القرآن الكريم تنفرد بذكر العرش وهي:
- في الأعراف"إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين (54) "
- وفي يونس"إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون (3)"
- وفي الرعد"الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون (2)"
- وفي الفرقان"الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا (59)"
- وفي السجدة"الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون (4)"
- وفي الحديد"هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير (4) "
فعرش ربنا هو أثقل الأوزلن فقد ثبت في صحيح مسلم عن جويريه بنت الحارث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال"لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهم: سبحان الله عدد خلقه, سبحان الله زنة عرشه, سبحان الله رضا نفسه, سبحان الله مدد كلماته". وهكذا نجد أن العرش أثقل شيئ في الكون.
العرش والكرشي
قال تعالى عن كرسيه"وسع كرسيه السماوات والأرض"(البقرة)255 وقال الامام أبو ذر ما الكرسي في العرش الا كحلقة من حديد أُلقيت ظهري قلادة من الأرض أي أن الكرسي الذي يسع السماوات والأرض نسبته إلى العرش كنسبة حلقة من حديد في وسط أرض فضاء.
عن الأحنف بن قيس عن عباس بن عبد المطلب قال" كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذا؟ قال قلنا السحاب قال والمزن قال قلنا والمزن والعنان, قال فسكتنا فقال هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال قلنا الله ورسوله أعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة. وكشف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة. وفوق السماء السابعة بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيئ" رواه أبو داوود وقال الترمزي حديث حسن والله أعلم.
كما ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال"اذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فانه أعلى الجنة وأوسط الجنة وفوقه عرش الرحمن"وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ" وقد قيل أن العرش مخلوق من ياقوطة حمراء بعد مابين قطريه مسيرة خمسين ألف سنة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُذن لي أن أُحدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". وهناك أمور كثيرة متعلقة بالعرش منها:
يقول تعالى"وكان عرشه على الماء"(هود)7, قال ابن عباس انما سُمي العرش عرشاً لارتفاعه ولما سُئل على أي شيئ كان الماء؟ قال: على متن الريح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله"
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال"لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش أن رحمتي غلبت غضبي".
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من زار مريضاً لم يحضر آجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك الا عافاه الله سبحانه وتعالى من ذلك المرض".
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال"من قال في كل يوم حين يُصبح وحين يُمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمر الدنيا والأخرة"رواه مسلم.
كما رُوي عن علي كرم الله وجهه أن الكرسي لؤلؤة ورُمي عن مكرمة قال نور الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي ونور الكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش ونور العرش جزء من سبعين جزء من نور الحجب.
اللوح المحفوظ
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال"ان الله خلق لوحاً محفوظة من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور الله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويزل ويفعل ما يشاء" وعن ابن عباس قال"ان في صدر اللوح المحفوظ لا اله الا الله وحده دينه الاسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن بالله وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة قال واللوح المحفوظ لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوطة حمراء وقلمه نور وكلامه معقود بالعرش".
وقد ذُكر بالقرآن الكريم أسماء وصفات اللوح(الكتاب-أم الكتاب-كتاب مكنون-كتاب مسطور-كتاب حفيظ-كتاب مبين-امام مبين)
- "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله" (التوبة)36
- "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم (4)"(الزخرف)
- "إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78) "(الواقعة)
- "والطور (1) وكتاب مسطور (2) في رق منشور (3)"(الطور)
- "قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ (4)"(ق)
- "وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين (75)"(النمل)
- "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين (12)"(يس)
وقد ورد ذكر الكتاب في القرآن 230 مرة منها 24 مرة عن اللوح المحفوظ قال تعالى"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (59)"(الأنعام) وهذه الأية تدل على أن الغيب له مفاتح وهذه المفاتح عند الواحد الأحد الفرد الصمد يقول تعالى"وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين (61)"(يونس) وهكذا نجد أن اللوح المحفوظ مدون فيه أيضا مايُخبر ربنا رسوله .وأيضاً مدون في اللوح المحفوظ" وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين (6)"(هود) وهكذا نجد أن اللوح المحفوظ مدون فيه أرزاق الدواب أياً كانت وفي أي مكان كانت ومدون فيه أيضاً أماكن بدايتها ونهايتها ويقول تعالى" إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم"(التوبة)36 وتبين هذه الآية أن الله عز وجل أثبت في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة مقدار الزمان وحدد السنة باثنى عشر شهراً وأن ترتيب أسماء هذه الأشهر في اللوح المحفوظ وأنه تعالى حدد منها أربعة أشهر حرم هي(ذو القعدة,ذو الحجة,محرم ورجب) كل ذلك مدون في الكتاب المحفوظ.ويقول تعالى"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير (22)"الحديد وهذه الأية تبين أن ما يصيب الناس من المصائب قد سبق بذلك قضاؤه وقدره وثبت جميع ذلك في أم الكتاب.قال تعالى"قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربي في كتاب يضل ربي ولا ينسى (52)(طه) عندما أخبر موسى عليه السلام فرعون بأن الله ربه هو الذي أرسله وهو الذي خلقه ورزقه وقدر نهايته ودعاه إلى الإيمان.وقال تعالى"قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ (4)"(ق)أي أن ما تأكله الأرض تذيبه فيها من أجسادهم فإن ذلك لا يغيب عن الله فلو غابت أجساد الموتى في الأرض وبليت فإن علم ذلك مسجل في اللوح المحفوظ.
والأحاديث تبين أن المكتوب في اللوح المحفوظ هو علم الله في خلقه منذ خلقهم بل قبل ذلك بخمسين ألف سنة إلى يوم القيامة وهذا الأمر هو الذي يفسر لنا بسهولة مسألة القدر والإختيار وتجيب عن سؤال الناس الخالد إلى يوم القيامة هل الانسان مسير أم مخير؟ اذ أن الأخبار والآثار تقول أن الله سبحانه وتعالى كتب علمه في خلقه فما الإجبار في ذلك؟ إنه تعالى كتب للناس ولم يكتب عليهم فالقلم أُمر بأن يكتب علم الله في خلقه وقضاؤه فيهم. فكل ماستفعله الخلائق إلى قيام الساعة كُتب لعلم الله به.
ونعلم أن اللوح المحفوظ يُنسخ منه كل الكتب لذى سُمي بأم الكتاب فجميع الكتب المنزلة نُسخت منه ونزلت بها الملائكة على الأنبياء. وقد نزل القرأن بعد نسخه من اللوح المحفوظ إلى السماء النيا ليلة القدر.
كل أسماء الخلائق مدونة في الكتاب اسمائهم واسماء أ\آبائهم وقبائلهم, كل ماتفعله الخلائق منذ إيجادهم في الدنيا إلى دخولهم الجنة والنار, كل ما يفعله الله تعالى فيهم من تصريف وتدبير إلى قيام الساعة وهذا تفسير قوله تعالى في سورة التوبة"قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"(51) وقوله "لنا" وليس علينا أي أن ما كُتب سيكون في صالح الخلائق لا ضدهم لأنه تعالى كتب على نفسه الرحمة وهذه هي مشيئة الله في خلقه وهو على كل شيئ قدير.وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأنه تعالى علم ما كان وعلم ما يكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون. فسبحان الله الذي أمره بين الكاف والنون إذا أراد شيئاُ أن يقول له كن فيكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق