الجمعة، 17 يونيو 2011

خلق آدم عليه السلام



خلق آدم عليه السلام

مقدمة

يحتوي هذا الجزء على خلق آدم عليه السلام. من أي قطعة في الأرض خلق؟ ولماذا سمي آدم؟ ولماذا نسمي عدد السكان بالنسمة؟ وماالفرق بين النفس والروح؟ كما يحتوي على وصف آدم. ماذا أًنزل معه إلى الأرض؟ ولماذا اسود الحجر الأسود بعد أن كان أبيض من الثلج؟ كما يحتوي على قصة قابيل وهابيل. وحكاية الغراب. وذكر وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شبث عليه السلاموبداية عمار الأرض.

خلق آدم عليه السلام

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض. فجاء بنو آدم على قدر الأرض. فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود. والخبيث والطيب والسهل والحزن وغير ذلك".
وعن ابن مسعود قال"ان الله بعث ابليس فأخذ من أديم الأرض من عذبها وملحها فخلق آدم. فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وان كان ابن كافر. وكل شيء خلقه من ملحها فهو صائر إلى النار وان كان ابن تقي. فمن ثم قال ابليس "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا (61)"(الاسراء) فسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض."

الفرق بين النفس والروح

النفس هي التي تقوم بالقيام والقعود والسمع والبصر أما الروح فهي التي تقوم بمعرفة الحق من الباطل والصالح من الطالح والرشد من الغي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خلق الله تبارك وتعالى آدم كما شاء ومما شاء فكان كذلك. خلق من التراب والماء فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده كله. فهذا بدء الخلق الذي خلق الله منه ابن آدم. ثم جعلت فيه النفس فيها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما تتقي. ثم جعل فيه الروح فيه عرف الحق من الباطل والرشد من الغي وبه حذر وتقدم واستتر وتعلم ودبر الأمور كلها."

لماذا نسمي عدد السكان بالنسمة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"لما خلق الله أدم مسح على ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ثم جعل بين عين كل انسان منهم وميضاً من نور ثم عرضهم على آدم. فقال أي ربي من هؤلاء؟ قال: ذريتك فرأى رجل منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال أي ربي من هذا؟ قال هذا رجل من ذريتك في آخر الأمم يُقال له داود قال أي رب كم عمره؟ قال ستون سنة. قال فزده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت. قال أو لم يبق في عمري أربعون سنة؟ قال أو لم تعطها ابنك داود؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فجحد فجحدت ذريته ونسى فنسيت ذريته وخطئ فأخطئت ذريته."

وصف أدم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله. خلق الله فيه آدم وأهبط فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم...."
لما خلق الله آدم كان يمس رأسه السماء. قال فوطده الله إلى الأرض حتى صار ستين ذراعا في سبع أذرع عرضا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ان آدم كان رجلاً طوالاً كأنه نخلة سحوق. كثير شعر الرأس. فلما ارتكب الخطيئة بدت له عورته. وكان لا يراها قبل ذلك فانطلق هاربا من الجنة فتعلقت به شجرة فقال لها أرسليني فقالت لست بمرسلتك. وناداه ربه ياآدم أمني تفر؟ قال: ربي إني استحييتك..."

قابيل وهابيل

ذكر السدي عن ابن مالك أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل وأخت هابيل أحسن فأراد هابيل أن يستأثر بها على أخيه وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه اياها فأبى فأمرهما ربهما أن يقدما قرباناً وذهب آدم ليحج إلى مكة واستحفظ السماوات على بنيه فأبين والأرضين والجبال فأبين فتقبل قابيل بحفظ ذلك فلما ذهبا قربا قربانهمافقرب قابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم وقرب قابيل حزمة من زرع رديء زرعه فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال: إنما يتقبل الله من المتقين. "
قال تعالى"لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين (28)"(المائدة).
عندما قتل قابيل هابيل وكان قتله عشية وغدا إليه غدوه لينظر ما فعل فاذا هو بغراب حي يبحث عن غراب ميت فقال"يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين (31)"(المائدة)فدعا بالويل فأصبح من النادمين.

ذكر وفاة آدم ووصيته إلى ابنه شيث عليه السلام

معنى شيث هبة الله وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن قُتل هابيل وقال أبو ذر في حديثه عن رسول الله صلىعليه وسلم أنه قال"إن الله أنزل مائة صحيفة وأربع صحف. على شيث خمسين صحيفة " ولما حضرت آدم الوفاة عهد إلى ابنه شيث وعلمه ساعات الليل والنهار وعلمه عبادات تلك الساعات وأعلمه بوقوع الطوفان بعد ذلك. ولما توفي آدم عليه السلام وكان ذلك يوم الجمعة جائته الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز وجل من الجنة وعزوا فيه ابنه ووصيه شيثاً عليه السلام.
فلما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن ابن ذر مرفوعاً أنه أُنزل عليه خمسون صحيفة.
فلما كانت وفاة شيث أوصى إلى ابنه أنوش فقام بالأمر بعده ثم بعده ولده قينن ثم من بعده مهلاييل فلا مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ وهو إدريس عليه السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق