الخميس، 14 يوليو 2011

الموسوعة الصحية والعلمية

ا
سبحان الله! كلما كشف العلماء شيئاً جديداً كان للقرآن السبق في الحديث عن هذا الاكتشاف لنتأمل آخر الكشوفات العلمية....
نشر موقع "علم الحياة" www.livescience.com خبراً علمياً حول اكتشاف بحر ضخم جداً يقبع عميقاً تحت شرق آسيا ويبلغ حجمه تقريباً حجم المحيط المتجمد الشمالي. وقد تمكن العلماء من التأكد من هذا الاكتشاف بواسطة الموجات الزلزالية التي يسبب الماء تباطؤاً في سرعتها، وبالتالي أمكن للعلماء "رؤية" هذا المحيط الكبير بواسطة أجهزة قياس الزلازل.
ويتوقع العلماء أن هذا البحر تشكل بنتيجة غوص كتلة من قاع المحيط الباردة انفصلت وغاصت عميقاً في الأرض لآلاف الكيلومترات إلى الطبقة الثالثة والرابعة من طبقات الأرض. وهذا ما أدى لتبخر جزء من الماء المختزن داخل الصخور العميقة (الصخور تحوي 15 % ماء) ويرتفع الماء إلى منطقة التجمع ويتشكل هذا البحر تدريجياً.
 
الماء يغطي أكثر من 70 بالمئة من مساحة الكوكب ومن أحد مهامه أنه يعمل على "تزييت" الألواح الأرضية ويساعد على حركتها بانسياب.
إشارات إلى هذا الاكتشاف في القرآن والسنة
القرآن الكريم لم يترك شيئاً إلا وحدثنا عنه، وكذلك النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى مثل هذه الاكتشافات قبل قرون طويلة. فالله تبارك وتعالى حدثنا عن ماء يسكن الأرض وأن الله قادر على الذهاب به، ولكن من رحمة الله أن يبقيه في باطن الأرض. فهناك مياه جوفية ومياه عميقة جداً، يقول تعالى:  (وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ) [المؤمنون: 18].
كما أشار القرآن إلى تخزين الماء في الأرض، وأن هذا التخزين يتم بقدرة الله وليس بقدرة البشر، لأن البشر عاجزون عن ذلك، يقول تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22]. ويعجب العلماء كيف تم الحفاظ على هذا الماء على الرغم من درجات الحرارة العالية في باطن الأرض والتي تعمل على تبخير الماء!
يقول العلماء إذا تأملنا كوكب الزهرة "شقيق الأرض" فإنه من المحتمل أن كل الماء الذي كان فيه تبخر بسبب حرارة الكوكب وجفافه، ومن الممكن أن يحدث نفس الشيء على الأرض فيذهب الماء ولكننا نجده يستقر ويسكن في الأرض لملايين السنين دون أن يتبخر أو يجف!
لقد جاء في الحديث الشريف: (إن تحت البحر ناراً وإن تحت النار بحراً) [ضعيف الجامع الصغير 6343]. ومع أن هذا الحديث ضعّفه رواة الحديث، إلا أنه صحيح من حيث المعنى، (ويمكن الأخذ بالحديث الضعيف في المسائل الكونية وليس الفقهية) لأنه ثبت علمياً أن "تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً".
لنأخذ فكرة عن طبقات الأرض
الأرض تتألف من قشرة رقيقة سمكها وسطياً 30 كيلو متر تحت القارات و5 كيلو متر تحت البحار، هذه القشرة صلبة "ومتكسرة" إلى 12 لوحاً أساسياً وعدة ألواح صغيرة، وتتحرك ميلمترات كل سنة. وتحتها طبقة ثانية هي الطبقة الصخرية حيث تنقسم مع القشرة إلى ألواح أيضاً, ثم تأتي طبقة الوشاح وهي طبقة مرنة أشبه ببحر ملتهب (تمتد 2900 كيلو متر) تعوم عليه الطبقتان (القشرة والطبقة الصخرية). نصف قطر الأرض بحدود 6400 كيلو متر. نواة الأرض تتألف من قسمين الخارجي سائل ويتألف من الحديد في معظمه والداخلي صلب ويتألف من الحيد والنيكل.
 
الأرض مكونة من سبع طبقات بعضها فوق بعض، وفي خبر علمي جديد تبين للعلماء أن باطن الأرض يدور بسرعة أكبر من سطحها، وذلك بحدود 0.3 – 0.5 درجة بالسنة، وتأكد العلماء من ذلك باستخدام الموجات الزلزالية التي تحدث لدى حدوث هزة أرضية وتنتشر عبر طبقات الأرض.
إن هذه الاكتشافات تدل على أن أرضنا أو بمعنى أدق القشرة الأرضية تعوم على بحر ملتهب ومن الممكن في أي لحظة أن يحدث خسف أو زلزال أو تسونامي... وكلها أنواع من عذاب الله تعالى، يقول عز وجل: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت: 40].
إشارة رائعة لجانب البرّ
تأملوا معي هذه الآية العظيمة التي تحدثنا عن احتمال انخساف جانب البر في إشارة رائعة لألواح الأرض وأن للبر حوافّ وجوانب، وهذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها، يقول تعالى: (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا) [الإسراء: 68-69]. فكما يقرر العلماء أن طبقة الأرض تحت البر أسمك منها تحت البحر، ولذلك هناك جوانب للبر وهذا ما يعبر عنه العلماء بقولهم: ألواح الأرض، وهذا ما عبرت عنه الآية بقوله تعالى: (جَانِبَ الْبَرِّ) وبالفعل تتم عمليات الخسف والزلازل عند جوانب البر، ويقول العلماء: إن حركة الألواح الأرضية واصطدامها ببعضها عند جوانبها يولد الزلازل والهزات الأرضية.
إشارة رائعة لاحتمال انخساف قطعة من الأرض
يؤكد العلماء أن قشرتنا الأرضية مع الطبقة الصخرية التي تليها تعومان على بحر من الحمم المنصهرة، وبالتالي يحدث كل فترة خسف في منطقة ما وتغرق كتلة من القشرة الأرضية وتغوص في البحر الملتهب... ولذلك قال تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك: 16]. ومعنى كلمة (تَمُورُ) أي تضطرب وتهتز، والمور في اللغة هو الاضطراب والجريان والتحرك، وهذا ما يحدث بالضبط أثناء انخساف جزء من الأرض فإنه يضرب ويهتز مثل سفينة تغرق! وفي خبر علمي جديد تم اكتشاف كتلة من قاع المحيط بالقرب من نواة الأرض! هذه الكتلة بدأت تغوص في الأرض قبل حوالي 50 مليون سنة ووصلت حتى الآن على عمق 2800 كيلو متر.
ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله الذي أخبر عن هذه الحقائق في كتابه الكريم وقبل أكثر من أربعة عشر قرناً، لتكون هذه الآيات دليلاً مادياً ملموساً على صدق هذا الكتاب وأن الذي أخبرنا بهذه الحقائق هو خالق الأرض وهو أعلم بما فيها، وهو الذي أنزل لنا القرآن وحفظه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].
ــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق